أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف استمرار التحضيرات لعقد قمة ثلاثية حول سوريا، تجمع زعماء روسيا وتركيا وإيران، مطلع سبتمبر المقبل في العاصمة الإيرانية طهران. ولفت بيسكوف إلى أنه سيجري الإبلاغ عن موعد القمة بعد أن يتم تنسيق جدول أعمالها عبر القنوات الدبلوماسية، مشيراً إلى وجود بعض «النتائج الأولية» وفقاً لجدول الرؤساء الثلاثة. وأضاف أن الاجتماع سيبحث التسوية السورية، وعلى رأسها الوضع في إدلب وإمكانية شن حملة عسكرية على المنطقة. واتفقت تركيا وروسيا، أخيراً، على ضرورة محاربة «جبهة النصرة» (المنضوية في هيئة تحرير الشام) في إدلب، والمستثناة من اتفاق «تخفيف التوتر»، وتصر تركيا في هذا الاطار على ضرورة تحديد من سيطلق عليهم وصف «الإرهابيين» ومحاربتهم، ولا يصح شن حرب شاملة على إدلب وقصفها بشكل عشوائي. وفي هذا السياق، برز تطور ميداني، أمس، عزاه مراقبون إلى الاتفاق الروسي التركي حول تفكيك جبهة النصرة، حيث قتل ثلاثة عناصر من هيئة تحرير الشام (النصرة) إثر تفجير بعبوتين ناسفتين استهدف حاجزاً لهم على أطرف مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي. والتفجير تم من خلال مجهولين زرعوا العبوات داخل الحاجز، على أطراف القرية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد. وقال المكتب الإعلامي لمدينة سراقب إن أحد قتلى التفجير هو أبو محمد الشامي وابنه، وهما عضوان في جبهة النصرة. وكانت بعض فصائل المعارضة في المحافظة أبدت استعدادها لمحاربة «النصرة»، فيما لو تم تقديم ضمانات من الجانبين الروسي والتركي، بحسب تعبيرها. في إطار منفصل، رفضت وزارة الخارجية الأميركية الاعتراف بقمة إسطنبول المزمع عقدها بين روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا بشأن سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت إن بلادها لا ترى بديلاً عن مفاوضات «جنيف» بشأن الملف السوري. وأكدت ناويرت أن واشنطن لم تتلق دعوة لحضور القمة. وترفض واشنطن مراراً بحث الملف السوري بعيداً عن طاولة جنيف، واعتبر مراقبون ان موقف واشنطن جاء كرد فعل على محاولة عزلها او تخطيها في مسألتين مهمتين، هما اعادة الاعمار وعودة اللاجئين، حيث ان فرنسا بدأت في اتخاذ اجراءات ملموسة لحجز مقعدها في ملف اعادة الاعمار من خلال اتصالات يجريها ماكرون بقادة الاردن وروسيا وتركيا، اضافة إلى ابداء باريس استعدادها للمساعدة في تأمين الحدود الاردنية السورية، وهو ما عزاه مراقبون إلى احتمال فتح معبر نصيب التجاري الاستراتيجي، وامكانية تولي الاتحاد الاوروبي ادارته. وتأتي هذه الاتصالات في ظل التحركات المكوكية التي تجريها روسيا من أجل إنجاح خطتها المزدوجة بشأن إعادة اللاجئين، وإشراك المجتمع الدولي في إعادة الإعمار في سوريا. وكانت موسكو عرضت على الإدراة الأميركية من خلال قمة ترامب وبوتين في هلنسكي خطة متكاملة حول سوريا، من أجل التشاور وإيجاد سبل لتطبيقها، من بينها إعادة اللاجئين والمشاركة بإعادة الإعمار. (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :