انتهت أعمال قمة إسطنبول حول سوريا، لكن ماذا بعد؟ وفي حين لم تتضح حصيلة القمة تماما، إلا أن القادة الأربعة تعهدوا بالقيام بخطوات من أجل الحل السياسي للأزمة السورية وضرورة أن تبدأ لجنة الدستور أعمالها قبل نهاية هذا العام. قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن لجنة إعداد الدستور السوري الجديد ستبدأ عملها في فترة أقصاها نهاية العام الجاري. وأضافت ميركل عقب القمة الرباعية في إسطنبول حول سوريا أن تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا تعهدت ببذل كل الجهود من أجل أن تبدأ لجنة الدستور عملها حتى ذلك الوقت. وتابعت ميركل أن خطوة كهذه باتت مهمة للغاية لتوضيح أن الأزمة السورية لا تحل عسكريا. وقالت المستشارة ميركل اليوم السبت (27 تشرين أول/أكتوبر 2018) إن حل الأزمة السورية لا يمكن ببساطة أن يكون عسكريا ويجب أن يكون ضمن عملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة وتشمل ضمن أهدافها إجراء انتخابات حرة. وقال في مؤتمر صحفي لقادة الدول الأربع "في نهاية هذه العملية السياسية، يجب أن تكون هناك انتخابات حرة يشارك فيها جميع السوريين، بمن في ذلك من يقيمون في الخارج". من جانبه أكد الرئيس التركي أردوغان كلام المستشارة ميركل بشأن الدستور السوري المرتقب وناشد عقب القمة في المؤتمر الصحافي نفسه القوى المعنية بالمشكلة العمل على تشكيل لجنة دستورية من أجل سورية بحلول نهاية العام الجاري، كما كرر تحذيره من أن تركيا لن تتحمل وجود منظمات إرهابية على الحدود التركية ولا في الداخل السوري. وكان أردوغان يشير بذلك إلى الميليشيات الكردية المرتبطة بالولايات المتحدة. وكان قادة روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا قد التقوا السبت في إسطنبول في قمة غير مسبوقة حول سوريا تهدف إلى تعزيز هدنة هشة في إدلب والتقدم باتجاه عملية انتقال سياسي. وقال أردوغان عند افتتاح القمة "عيون العالم ترقبنا اليوم (..) وآمل أن نتقدم بشكل صادق وبناء وأن نكون على مستوى التطلعات". وانعقدت القمة مع استمرار الوضع المتوتر في محافظة إدلب شمال غرب سوريا غداة مقتل سبعة مدنيين في المحافظة التي يسيطر عليها جهاديون في غارات لقوات النظام السوري، وهي أعلى حصيلة تسجل منذ بدء سريان وقف اطلاق نار برعاية روسيا وتركيا الشهر الماضي. وتطرقت القمة أيضا إلى إعادة إعمار سوريا، لكن وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون دير لين حذرت السبت من أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم "لصالح دكتاتورية الأسد". وغاب عن القمة بلدان فاعلان في النزاع السوري هما إيران والولايات المتحدة المتعاديتان. لكن ماكرون اتصل الخميس بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لتنسيق مواقفهما. كما انعقدت القمة وسط طغيان موضوع مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده في إسطنبول. ح.ع.ح/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :