الصدفة تجمع فتاة إيزيدية بخاطفها «الداعشي» في ألمانيا

  • 8/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بينما كانت الشابة الإيزيدية «أشواق» تسير في شوارع شتوتجارت في جنوب غربي ألمانيا، لم تكن تتصور أن تلتقي خاطفها «الداعشي» الذي دمر حياتها في سوريا، لا سيما وأنها تحاول أن تتناسى الفترة التي كانت فيها «مستعبدة» لدى تنظيم «داعش» بعد شرائها من سوق للنخاسة في العراق، بعد أن تم أسرها وبيعها بمبلغ 100 دولار عندما اقتاد مسلحو «داعش» أسرتها بالكامل في هجوم على موطن الإيزيديين شمالي العراق منذ 4 أعوام.فقد أجبرت بعد أسرها على العيش مع رجل من «داعش» يدعى «أبوهمام»، قبل أن تضطر للهرب بعد أن أسيئت معاملتها، قبل أن تمشي 14 ساعة بنفسها للفرار من الأسر وتطلب اللجوء في ألمانيا حيث التأم شملها مع عائلتها التي تضم أمها وأشقاءها وشقيقاتها.اندمجت «أشواق» في المجتمع الألماني واتجهت لدراسة اللغة الألمانية لمدة ثلاث سنوات وهي تحاول نسيان فترة الاستعباد لدى «داعش» لكن لم يخطر على بالها أبداً أن تلتقي بخاطفها في شوارع مدينتها الألمانية، حيث التقت خاطفها بوجهه القبيح ولحيته الكثة. وحسب صحيفة «تايمز» البريطانية التي نقلت قصتها عن الرجل الذي استوقفها في فبراير الماضي أثناء سيرها بأحد شوارع مدينة شتوتجارت، وعندما نظرت إلى وجهه «تجمدت في مكانها». وأضافت: «كان هو أبو همام، بوجهه القبيح المخيف ولحيته. عجزت عن النطق عندما تحدث الألمانية، وسألني: هل أنت أشواق؟». وقالت إنها تظاهرت بأنها تركية بعد أن تحدث إليها بالألمانية والعربية وأخبرها: «أعرف أين تعيشين». وأضافت «كنت خائفة للغاية، بالكاد يمكنني التحدث. ظننت أنه في ألمانيا لا يهم ما أقوم به. لا أحد يهتم. اعتقدت انه انتهى بالنسبة لي: وأوضحت انه بدأ بالتحدث إليها باللغة الألمانية، متسائلاً عما إذا كنت أنا أشواق أم لا. قلت لا، ثم بدأ يتحدث العربية ولكنها قالت كنت أجيب باستمرار: إنني لا أتكلم العربية وتظاهرت بأنني تركية وأتكلم التركية والألمانية فقط. ثم قال لي: «أعرف أنك تعيشين في ألمانيا منذ عام 2015. أعلم أنك تعيشين مع أمك وأخيك «قبل أن تقول: إنه ذكر لي تفاصيل عنواني الخاص في ألمانيا «كان يعرف تفاصيل حياتي كلها في ألمانيا».وحسب صحيفة «التايمز» البريطانية اختبأت أشواق من أبو همام، وأخبرت الشرطة ومسؤولي اللجوء وأخاها، وبالفعل تعرفت الشرطة على الرجل من تسجيلات كاميرات المراقبة في السوق.لكن صدمة الفتاة كانت عندما أخبرتها الشرطة «أنه ليس في وسعها عمل أي شيء، لأن (أبو همام) أيضاً لاجئ مسجل في ملفات اللجوء». وأضافت ال«تايمز» أن 5 من إخوة أشواق لا يزالون مفقودين، ويعتقد أن أختها أسيرة للتنظيم حتى الآن. وقالت أشواق إنها وغيرها من الفتيات تم بيعهن بمزاد في الموصل، وإنها بيعت إلى (أبو همام) مقابل 100 دولار، وأضافت: «كنا يومها نبكي وننتحب، لكن دون جدوى».وأضافت الصحيفة أن أشواق أجبرت على السفر إلى سوريا واعتناق الإسلام وحفظ القرآن باللغة العربية، رغم أن لغتها هي الكردية. وتابعت الفتاة: «كنت أقوم بهذا حتى لا يؤذيني (أبو همام)، رغم أنه كان يعتدي عليّ كل يوم على مدى عشرة أشهر». وتقيم أشواق حالياً في كردستان مع والدها، وأعربت عن رغبتها في عدم البقاء في ألمانيا بقولها: «لن أعود إليها قط».

مشاركة :