لندن - علق موقع تويتر حساب الإعلامي الأميركي أليكس جونز مؤقتًا بعد أن نشر رابطًا لمقطع فيديو يدعو من خلاله أنصاره إلى الحصول على “بنادق معارك” جاهزة والاستعداد “للتصرف مع العدو”، مما يعد انتهاكا لقواعد الشركة ضد التحريض على العنف. ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، سيستمر التعليق لمدة سبعة أيام، وسيكون حساب جونز في وضع “القراءة فقط”، إذ سيتمكن من الوصول إلى الحساب، ولكن لن يتمكن من إرسال تغريدة أو إعادة تغريد أو تفضيل مشاركات الآخرين، ولن تتأثر الحسابات التي يديرها جونز وزملاؤه في موقع “أنفوورز” InfoWars بهذا التعليق. ويأتي هذا التعليق بعد سلسلة من الحظر التي تعرضت لها حسابات جونز على الإنترنت، فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، قامت شركات من بينها أبل وفيسبوك ويوتيوب وسبوتيفاي وفيميو بحظر المحتوى الذي أنشأه جونز، أو حظر حساباته بشكل كامل، بسبب خطاب الكراهية ضد الأقليات أو التحريض على العنف. وقال جاك دورسي الرئيس التنفيذي لشركة تويتر إنه يعيد التفكير في الأجزاء الأساسية من منصة التواصل الاجتماعي بحيث لا يسمح بانتشار الخطاب الذي يحض على الكراهية والمضايقة والأخبار الكاذبة، بما في ذلك نظريات المؤامرة التي يتقاسمها مستخدمون بارزون مثل جونز. وأوضح في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” أنه كان يجرب ميزات من شأنها أن تعزز وجهات نظر بديلة في الجدول الزمني لتويتر من أجل التصدي للمعلومات الخاطئة. كما تحدث عن روبوتات الدردشة الكتابية والحسابات الآلية التي تظهر في بعض الأحيان على أنها مستخدم بشري، إلى جانب إعادة تصميم العناصر الرئيسية للشبكة الاجتماعية، بما في ذلك زر الإعجاب والطريقة التي يعرض بها تويتر أعداد المتابعين والمستخدمين، وقال دورسي “إن أهم شيء يمكننا القيام به هو النظر إلى الأهداف والدوافع المتعلقة بتويتر لأنها تعبر عن وجهة نظرنا لما نريد أن يفعله الناس”. ويوضح حديث دورسي حول التغييرات الواسعة كيف أن قادة وادي السيليكون يعيدون النظر في الجوانب الأساسية للتكنولوجيات التي جعلت هذه الشركات قوية ومربحة. وتسعى خوارزميات تويتر إلى توفير المحتوى الذي يرغب المستخدمون في رؤيته بشكل صحيح، ولكنها قد تظهر التغريدات التي تحتوي على معلومات غير صحيحة بسهولة وبسرعة. وجرى استغلال مميزات تويتر الأساسية من قبل العديد من الجهات، بما في ذلك الروس الذين نشروا دعايات مضللة خلال انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016 في سبيل إثارة الاضطرابات السياسية. وكانت منصة تويتر قد أجرت خلال الأشهر الأخيرة عدة تغييرات لتعزيز السلامة والثقة، وقد أدخلت برنامجًا جديدًا للتعلم الآلي لمراقبة سلوك الحسابات. وقال دورسي إن موقع تويتر لم يغير من أهدافه التي صممت في الأصل لحث الناس على التفاعل منذ إطلاق الموقع لأول مرة قبل 12 عامًا، وفي ظل مواجهة تويتر للعديد من القضايا الواجب إصلاحها قد تبدو العملية بطيئة ومحدودة، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود موارد مادية محدودة أكثر بكثير من فيسبوك وغوغل على سبيل المثال، حيث أوضح المدير التنفيذي لتويتر أن اختيار القيام بإصلاح مشكلة ما يأتي على حساب القيام بإصلاح مشكلة أخرى في نفس الوقت. وتعتبر عملية إحاطة التغريدات الكاذبة بتغريدات صادقة أحد الحلول المطروحة.
مشاركة :