أعلنت الصين أمس أنها ستعقد جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة في واشنطن خلال الشهر الجاري، ما يعطي بصيصاً من الأمل بتحقيق تقدم في حل نزاع أثار حالاً من التوتر في الأسواق. وأكدت وزارة التجارة الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني أن وفداً صينياً برئاسة نائب وزير التجارة وانغ شو ون سيجتمع مع ممثلين أميركيين بقيادة وكيل وزارة الخزانة الأميركية للشؤون الدولية ديفيد مالباس. وبينما يرى محللون ومسؤولون في قطاع الأعمال أن الحوار بادرة إيجابية، إلا أنهم حذروا من أن المحادثات لن تؤدي على الأرجح إلى انفراجة لأنها ستجرى على مستوى أقل ويقود الجانب الأميركي فيها وزارة الخزانة وليس الممثل التجاري الأميركي. ولا تزال الفجوة واسعة بين الجانبين وتتعلق بمطالبة واشنطن لبكين بتحسين فرص دخول الشركات الأميركية إلى السوق الصينية وحماية ملكيتها الفكرية وتقليص العجز التجاري البالغ 375 بليون دولار. وكتب رئيس مكتب بكين لبنك الاستثمار «إيفربرايت صن هونغ كاي الاستثماري» جوناس شورت في مذكرة: «انخفاض مستوى الوفد يشير إلى استمرار التباعد بين الجانبين، ومن المستبعد جداً التوصل إلى اتفاق خلال هذه الزيارة».. ويُعقد الاجتماع المرتقب على مستوى أقل من الجولات الـ4 السابقة للمحادثات التي شارك فيها ليو وروس ووزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين. وفي ظل عدم تحقيق تقدم يذكر في الاجتماعات السابقة، أعلن البيت الأبيض في 3 الجاري أن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء مزيد من المحادثات مع الصين لحل النزاع التجاري المتصاعد. وقالت مصادر أميركية وصينية في مجتمع الأعمال إنها لا تعلق آمالاً كبيرة على المحادثات، لاسيما إذا لم يشارك فيها مسؤولون من مكتب الممثل التجاري الأميركي. وأشارت إلى أن الهدف من الدعوة إلى المحادثات قد يكون تحقيق الاستقرار في الأسواق. وتعتبر وزارة الخزانة الأمريكية بقيادة منوتشين أشد الجهات معارضة للرسوم الجمركية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ تنتهج نهجاً أكثر اعتدالاً تجاه الصين مقارنة بالمتشددين في التجارة، مثل الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر. إلى ذلك أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أن الرسوم التي فرضها على واردات الصلب تنقذ الصناعة الأميركية، متوقعاً أن تواجه شركات صناعة الصلب الأميركية في المستقبل منافسة داخلية. وقال ترامب في مقابلة مع الصحيفة إن «بعض الأشخاص ربما يشكون من أن أسعار الصلب قد تكون أعلى قليلاً في الأمد القريب بسبب الرسوم، لكنها قطعاً ستنخفض». وأضاف أن الرسوم التي تبلغ نسبتها 25 في المئة على الصلب «ستنقذ صناعة مهمة للأمن القومي الأميركي». وشدد على أن «المنافسة ستكون داخلية نتيجة الرسوم، كما اعتدنا أن تكون في الماضي عندما كان لدينا صلب وكانت يو أس ستيل كبرى شركاتنا».
مشاركة :