في قرار من شأنه أن يصعد الأزمة الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة، رفض القضاء التركي التماسا ثانيا للإفراج عن القس الأميركي أندرو برونسون، الذي أثار احتجازه ثم وضعه في الإقامة الجبرية أزمة بين أنقرة وواشنطن. رفضت محكمة تركية اليوم الجمعة (17 آب/أغسطس) طلبا ثانيا للإفراج عن القس الأمريكي اندرو برونسون وقضت ببقائه قيد الإقامة الجبرية، وهو ما سيزيد من حدة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، والتي تجاوزت حدود التهديدات المتبادلة وتطورت لفرض العقوبات. وقال محامي القس، جيم هالافورت، لفرانس برس إن المحكمة قضت ببقاء برونسون قيد الإقامة الجبرية، وأضاف أنه سيستأنف القرار في غضون 15 يوماً. ويواجه برونسون الذي احتجز في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بتهمة الإرهاب والتجسس، عقوبات قد تصل للسجن 35 عاماً في حال إدانته. وتوعدت تركيا الجمعة بالرد إذا قررت الولايات المتحدة تنفيذ تهديداتها بتشديد العقوبات عليها ما لم تفرج عن قس أميركي، والتي أثرت كثيرا على الليرة التركية. وفيما تسعى الحكومة التركية إلى طمأنة الأسواق بشأن متانة اقتصادها، حذّر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين من أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على أنقرة إذا لم تفرج عن القس أندرو برانسون. وأثارت قضيته أزمة بين تركيا والولايات المتحدة، فيما هدد الرئيس دونالد ترامب في حال عدم الإفراج عنه بفرض عقوبات جديدة على تركيا، بعد أن ضاعف التعرفة الجمركية على الألمنيوم والصلب المستوردين من تركيا الأسبوع الماضي، مساهما في خفض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار. والخميس وصف ترامب برانسون الذي يشرف على كنيسة صغيرة في إزمير تابعة للكنيسة الإنجيلية بأنه "وطني عظيم"، وقال إنه محتجز "رهينة". ويحظى ترامب بدعم الإنجيليين الأمريكيين. وفي حين يبدو أن لا تهدئة منتظرة في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، تراجعت قيمة الليرة التركية مجددا الجمعة، بعد أن تحسنت بشكل طفيف هذا الأسبوع. فعند ظهر اليوم الجمعة خسرت الليرة التركية حوالى 5% من قيمتها أمام الدولار، وبالتالي الأرباح التي حققتها أمس، وتراجعت إلى 6.1246 ليرات للدولار. وفي وقت لاحق قال ترامب في تغريدة على تويتر إن الولايات المتحدة " لن تدفع شيئًا" لإطلاق سراح برانسون "لكننا نخفض روابطنا بتركيا". ووصف برانسون بأنه "رهينة وطنية". فيما يقول مسؤولون أتراك إن القضية من اختصاص القضاء والمحاكم. يشار إلى أن الليرة فقدت نحو 40 في المئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام بفعل القلق من تنامي تأثير الرئيس رجب طيب أردوغان على الاقتصاد، ودعوته المتكررة لخفض أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم، حسب رأي خبراء الاقتصاد. ح.ع.ح/ف.ي (أ.ف.ب،رويترز)
مشاركة :