من جهته قال رئيس المحكمة الجزئية بالأحساء الشيخ عامر بن عبدالله الودعاني " لقد كثر الحديث في هذه الأيام عن الديات في القتل العمد وكثرة المبالغة فيها إلى بلغ حدا أن الكثير أصبح للأسف يزاود على المقتول ، حيث ان الديات أصبحت مبالغا فيها الى درجة أن بعض الناس يطلب في المقتول عشرات الملايين ، وكأنه اصبح سلعة يزاود فيها ، وأهل القاتل ولرغبتهم الملحة في عتق رقبة قربهم أصبحوا يبذلون ما لا يطيقون لعتقه ، وأصبحوا يبذلون كل السبل للحصول على المبلغ المطلوب مهما كان حتى ولو وصل الى الملايين وحتى لو امتهنوا مهنة سؤال الناس في المساجد والاسواق وفي كل مكان ، وأصبح على أبناء القبيلة والأسر غنيهم وفقيرهم مسؤولية جمع هذا المبلغ بشتى الطرق حتى وإن كانوا هم أحوج الى هذا المال . وأكد أن المسألة أصبحت باختصار أمرا لا يطاق ولعل التوجيه السامي بتحديد مبلغ للصلح لا يزاد عليه هو قرار حكيم سيحد من وجود مثل هذه المظارة غير المقبولة بأي شكل من الاشكال وان توجيهات النصوص القرآنية والاحاديث النبوية جاءت في مفهومها بمنع المشقة والتشديد ومنها قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " (البقرة) ومن الاحاديث النبوية الشريفة " ان الله تعالى ليعطي على الرفق واللين ما لا يعطي على العنف " وقوله صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " ومعروف بأن مجتمع المملكة العربية السعودية مجتمع مسلم مسالم نشأ وترعرع على التقاليد العربية الاصيلة المنبثقة من تعاليم عقيدتنا الاسلامية الغراء ، بحيث يتميز هذا المجتمع بالرحمة والعطف والتكافل الاجتماعي بيد ان ظاهرة المبالغة في طلب الديات مقابل العفو عن القصاص الى جانب تجمعات القبائل واقامة المخيمات من اجل طلب العفو تخدش الصور الايجابية التي تعكس باشياء بعيدة تماما عن الدين والتقاليد فضلاً عن انها ارهاق لكاهل اسرة المعفو عنه وأقاربه وقبيلته الى حد يصل في بعض الاحيان الى المستحيل . بدوره نوه المدير التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين بالأحساء الشيخ عادل بن سعد الخوفي بأن من الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة التي حث َّ عليها نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم ، وسعى إليها ورغب فيها ولاة أمرنا ـ حفظهم الله ـ هي صفة العفو وهي أصل ٌ في شأن من ابتلاه الله بجانٍ اعتدى عليه أو على مورثه . // يتبع // 17:48 ت م تغريد
مشاركة :