تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم السبت، بذكرى ميلاد الأديب الراحل أنيس منصور، الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1924.وأصدر أنيس منصور العديد من المؤلفات، منها "من الذي لا يحب فاطمة"، "حقنة بنج"، "هي وعشاقها"، "العبقري"، "القلب بدأ يدق"، "يعود الماضي يعود"، ترجم العديد من الكتب والأعمال الأدبية إلى العربية، كما ترجم أكثر من 9 مسرحيات بلغات مختلفة وما يقرب من 5 روايات مترجمة، ونحو 12 كتابًا لفلاسفة أوروبيين، كما ألف أكثر من 13 مسرحية باللغة العربية. وألّف أنيس منصور كتابًا بعنوان "أعجب الرحلات في التاريخ"، يقول فيه: هناك ثلاثة أنواع من الرحلات، وهي أن تسافر، وأن تقرأ الكتب، وأن تقرأ كتب الرحلات، ومن يسافر للأماكن البعيدة يريد أن يعرف ويفهم ويرى الجانب الآخر من الجبل أو النهر أو البحر، والجانب الآخر من الإنسان وتجاربه من أجل التقدم والحياة، كما أن هناك فرقًا بين أن تسافر لترى البلاد، وبين أن تسافر لتعرف الناس".ويوضح منصور، من خلال هذا الكتاب، أن هناك أسطورة تقول إذا نام تحت الشجرة مسافر واحد فإن نوعًا من الطيور يقف على هذه الشجرة، وهذا الطير لا يقف على الشجر إلا إذا كان النائم من بلاد غريبة.ويضيف: هيردوت كان شغوفًا بالسفر، ووجد نفسه وهو في العشرين بين ركاب إحدى السفن وتمارض في الأيام الأولى حتى لا يسألوه عن أي شيء إن كانت معه أموال أو كان مسافرًا مهاجرًا، وكان يخاف على كيسٍ معه من القماش يعلقه في عنقه مملوء بألواح من الشمع ليسجل عليها ملاحظاته.وحدّثنا هيرودوت عن الشواطئ المصرية والمعابد والأسرار قائلًا: إن مصر من أجمل بلاد الله، وفيها العجائب والأسرار، وفي الأرض التى جرت فيها إحدى المعارك الحربية بين المصريين والفُرس لاحظ أن جماجم الفرس وضعت في جانب، وجماجم المصريين في الجانب الآخر، كما أن جمجمة الفرس هشة لدرجة إذا ألقيت عليها حجرًا ثقبها، في حين أن جمجمة المصري يصعب ثقبها، وكان السبب في ذلك أن المصريين يحلقون رءوسهم تمامًا وتظل معرّضة للشمس مدى الحياة، مما يجعلها أكثر صلابة لكن الفرس كانوا يضعون العمائم على رءوسهم.وتابع منصور: هيرودوت اندهش وهو يمشي في شوارع المدن والقرى المصرية فالبيوت منعزلة عن بعضها، والمعابد كثيرة، والموسيقى تخرج من وراء كل باب ونافذة فلم يصدق أن هناك حريات شخصية لهذه الدرجة بمصر.
مشاركة :