التنمية المستدامة هي رفع قدرات ومهارات وثقافة البشر ليستطيعوا إدامة الاستفادة من الإمكانات والموارد الطبيعية وتطويرها حتى لا تنتهي وحتى ينتقل المجتمع من سد الحاجات للرفاهية والتقدّم وتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والصحية، والسياسية. والله سبحانه هو العادل وقد وزّع الخيرات بالتساوي بين الدول والبشر، ولكن الإدارات الحسنة نفعت مجتمعها ومستقبلها وغيره، وأما الإدارات السيئة فقد استنزفت ودمّرت. ولدينا بالكويت والحمد لله الثروة النفطية، ونحن الآن نستنزفها بسرعة من دون تنمية مستدامة لبدائل لها، ما يعرّض الثروة للفناء ويعرّض المجتمع للفقر والحاجة مرة أخرى بعد ذلك، فالتنمية المستدامة أصبحت ضرورة للدول، وإلا فالبديل هو الفقر والمرض والجهل، وربما المجاعة والحروب. ولكن السؤال هو: لماذا تفشل بعض الدول في التنمية؟ أولاً – يجب أن نعرف شروط التنمية، وهي: 1 – المراقبة والمساءلة والمحاسبة بكل الأجهزة العامة والرسمية. 2 – التعليم الصحيح لصناعة إدارات حسنة ومتقدمة وتطويرها. 3 – توجيه الموارد بشكل اقتصادي له مردود يغطي المصاريف. 4 – رفع سقف الحريات السياسية والاقتصادية وإيجاد شركاء جدد. 5 – وضع خطط لتطور الأجهزة الرسمية والمؤسسات وتنفيذها. 6 – ثقافة الاقتصاد وعدم الإسراف في الماء والكهرباء والغذاء. 7 – الرسالة الإعلامية التثقيفية المستمرة لمعاني التنمية وأهميتها. إذن، تفشل الدول في التنمية عندما تكون الدولة رعوية وتصرف الثروة على الاستهلاك اليومي المستمر.. وأيضا عندما يكثر الاحتكار الاقتصادي ويمنع خلق صناعة وزراعة تحدان من الاستيراد. وكذلك تفشل في القمع السياسي الذي يمنع المراقبة والمساءلة والمحاسبة.. وتفشل الدولة في التنمية إذا كانت آليتها المحاصصة والقبلية والطائفية من دون النظر لمبدأ الرجل الصحيح في المكان الصحيح، ومكافأة المجتهد المنجز، وعقاب المتجاوز والمزوّر مهما كان. تيسير عبدالعزيز الرشيدان