ما تصنعه الرياضة بعقول الصغار

  • 8/19/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«إذا أردت أن يتفوق تلاميذك فى الرياضيات والقراءة والكتابة تأكد من أنهم يتحركون بالقدر الكافى». كانت تلك التوصية التى انتهت إليها تجربة ودراسة علمية تبنتها جامعة إلينوى ونشرت نتائجها فى الدورية العلمية المعروفة «Pediatrice» فى شهر سبتمبر الماضى. اعتمدت الدراسة على برنامج رياضى لمدة ساعتين يوميا على مدار عام دراسى كامل لأطفال المدارس ما بين السابعة والتاسعة من العمر فى أحد الأحياء مرتفعة الكثافة السكانية وبالتالى يضم عددا كبيرا من المدارس. كان الهدف الرئيسى للدراسة اكتشاف العلاقة بين الجهد البدنى فى صوره المختلفة خلال تلك المرحلة العمرية للطفل ومراكز المخ التى تتحكم فى التفكير وبالتالى لها اليد العليا على القدرة على التركيز ووظائف معرفية أخرى مهمة مثل التحكم فى تثبيط الأفكار التى تبدو مخالفة أو منافية للآداب العامة والسلوكيات الطبيعية المهذبة. الفكرة بدأت بكل الطلاب ومع الوقت تم استبعاد من لم يظهروا أى حماس وبقى فريقان، الأول من أراد استكمال الجهد فى حدود لكنه فضل الاستمرار فأطلق عليهم المجموعة القياسية «CONTROL» أما المجموعة الثانية فكانت تضم من تميزوا بالفعل فى أداء التمارين الرياضية بأنواعها حتى بدت جزءا من نشاطاتهم اليومية. جاءت النتائج بالفعل مشجعة فقد حقق الأطفال الذين واظبوا على التمارين اليومية تقدما ملحوظا فى مجالات متعددة تخلص عدد كبير منهم من دهون الجسم الزائدة رغم أن هذا لم يكن من أهداف الدراسة منذ البداية. بدوا أكثر تفهما لقواعد السلوك العامة فى الفصول الدراسية ومع رفقائهم فى أثناء أداء التمارين حققوا تقدما ملحوظا فى فهم الدروس والإجابة السريعة عن الاسئلة والدرجات فى الامتحانات الشفهية والتحريرية. أن تدعم الرياضة نمو وتطور عقول الصغار فكرة واردة ومقبولة فى كل المجتمعات لكن تأجيلها وتنفيذها وهو الأهم قد يلقى عقبات عديدة فى مجتمعات كحالنا قد يكون من الأهم أن نبدأ بتوفير أماكن لأطفالنا فى المدارس ووجبة غذائية قبل أن نطمح فى تعميم برامج رياضية. لكن أليس هذا وقت التفكير فى إعادة النظر فى عودة حصص التربية البدنية وإلزام الجميع بها وإدراجها فى مناهج الدراسة بصورة جديدة مدروسة؟ أرانا مازلنا على عهدنا.. كثيرى الكلام، قليلى الفعل، دائمى النظر إلى ما بين أقدامنا، عديمى الرؤية المستقبلية إذا كانت قضيتنا اليوم محاربة التطرف بأشكاله ابدأوا بمتر مربع فى فناء المدرسة يتنفس فيه الأطفال ويمارسون ألعابهم ونشاطهم البدنى تحت الإشراف ورف واحد للكتب التى تنير العقول وتغرس فى النفوس رغبة قوية للحياة.

مشاركة :