مسئول بالآثار: لحمة العيد أصلها فرعوني

  • 8/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن العديد من مظاهر الأعياد والمناسبات مثل ذبح الأضحية وزيارة المقابر وتوزيع الطعام، لها جذور فرعونية.وأضاف شاكر، لـ "صدى البلد": "قبل المناسبات الدينية بيوم واحد كالأعــياد ومـولد النبى، يحـلو للعامة إضفاء شيء من القـــــداسة عليها مثل ذبح الحيوانات وأكل اللحوم فى تلك المناسبة، وهذه المناسبات المبتدعة ذات صلة وثيقة بطقوس القرابـين عند المصريين القدماء".وتابع: "ذبح المصرى القديم الحيوانات فى الأعياد والمناسبات وكان يختار أثمنها وأجودها، وكان هناك كاهن مخصص مثل الطبيب البيطري اليوم يشم رائحة دم الذبيحة ليتأكد من صلاحيتها، ثم يتم الذبح بالسكين من عند العنق أو من الفخذ اليمنى، حيث كان الجزء المفضل لتقديمه كقربان لكهنة المعبد ولكنه لم يخنقه مثل شعوب أخرى، ثم يوزع الباقى بين الفقراء وأصحاب الذبيحة، وكانت مهنة الجزارين وظيفة رسمية مرتبطة بالمعبد والقصر، وبعد الذبح كان يتم سلق اللحم أو تجفيفه أو تدخينه للاستفادة منه، وكانت شعائر تقديم القــربان في البداية مجرد رغيف يوضع على حصيرة، ثم يسكب عليه الماء". واستطرد شاكر قائلا: "بمـرور الوقت تعددت أصناف القرابين فكان منها الخبز والألبان واللحوم والعطور والأقمشة وغيرها، وحرص الملوك على أن يقدم لهم القربان الطيب الوافر، وكان لرجال حاشيتهم نصيب منه، ويصاحب تقديم القرابين تلاوات خاصة لم تختلف في معابد الآلهة عنها في مقابر كبار الأفراد".وأضاف: "اعتبر المصريون أداء هذه الشعائر من أقـــدس واجبات الابن الأكبر الذي عليه أن يؤديــها باستمرار، خصوصا في الأعياد، غير أن أعباء الحياة ومقتضيات الزمن كانت تؤدي بالأبناء والأحفاد إلى إهمالها، ما كان يعد خطرًا كبيرًا على الميت، ودعا إلى تعيين كـــــهنة جنائزيين "قراء مقابر" يؤجـرون لأداء هذه الشعائر نيابة عن الأبناء".وتابع: "وكذلك كانت تمارس زيارة المقابر وحمل الخبز والماء ومختلف أنواع الطعام وأنواع من الكعك مثل الشريك الآن وحمل الزهور، واستمر ذلك الطقس حتى أنه فى المقابر الرومانية كان يعمل حجرة تسمى حجرة الموائد، بها موائد حجرية ليست مرتفعة ليتناول عليها أهل المتوفى طعامهم، ثم يقومون بتكسير أوانى الطعام بعد الفراغ منه كنوع من التشاؤم من حملها مرة أخرى مثل مقبرة كوم الشقافة فى الإسكندرية التى سميت كذلك لكثرة شقافات الفخار الذى تخلف من كثرة بقايا الأوانى التى قام بكسرها زوار المقابر، ومازلنا نزور المقابر ونوزع الرحمة والزهور وكل هذه عادات مارسها أجدادنا المصريون القدماء".

مشاركة :