بيروت: فيفيان حداد عادة ما يحتفظ الناس بأسرارهم ونياتهم الحقيقية في أعماقهم، إلا أن معرض «نايكد بيوند ذا سوشيال ماسك» أو(العري ما وراء أقنعة المجتمع) كشف عن هذه النيات بأسلوب مبتكر وبأنامل 30 مصمما فنيا. هذا المعرض الذي نظمته جمعية «هاوس أوف توداي» المعنية بإبراز التصاميم الإبداعية للشباب اللبناني، ضم إضافة إلى 27 موهبة لبنانية في عالم التصميم وفي مجالات مختلفة، 3 آخرين جاءوا من إيطاليا وألمانيا وفرنسا للمشاركة فيه على طريقتهم. عناوين مختلفة لتصاميم تفاجئ مشاهدها، عبر فيها أصحابها عن أفكار خارجة عن المألوف بهدف كشف حقيقة الذات، من خلال استخدامهم أدوات نستعملها يوميا تنقل في طياتها ما يسكننا من نيات يا حبذا لو نستطيع الإجهار بها. عناوين مختلفة لأعمال مصممين مبدعين حملها المعرض في أقسامه، وجميعها تتحدث عن قيم إنسانية أو عادات سيئة تسكننا، وبينها «تغيير الأنا» للمصممين اللبنانيين الشابين ديفيد ونيكولا، «بدر مكتمل» للمصممة الإيطالية فالنتينا كاريتا، و«ثمين» لسارة وملك بيضون، و«شائك من الخارج ولذيذ من الداخل» لنبيل غلام وغليوم كريدوز، و«العري المدخن وبريق الوردي» لمصمم الجواهر نجيب طباع، وغيرها من العناوين التي تثير فيك حب الاكتشاف والقدرة على تفكيك رموزها. وتشير هذه العناوين أحيانا كثيرة إلى هوية المنتج ببساطة، كتلك التي تعنون أعمال المصمم العالمي إيلي صعب «كلاتش» وتعني الحقائب الصغيرة. أما ميشال وجورج ماريا وهما شقيقان يعملان في مجال الهندسة المعمارية، فقد ابتكرا طاولة تحمل عنوان «شو داون» وهي مصنوعة من مزيج من المعدن ومادة الراتنج المعروفة بالـ«resine»، ويخيل لناظرها وللوهلة الأولى أنها مجرد طاولة بسيطة تصلح لتناول الطعام أو للعب الورق، ولكن ما إن تنظر إلى المرآة الموضوعة تحتها مباشرة حتى تكتشف كمية من الأسلحة (البلاستيكية) ملصقة بخلفيتها ويتوسطها القلم. ويشرح جورج عن الطاولة التي يقدمها لك تحت عنوان «طاولة الحوار» قائلا: «أردنا من خلال هذه الطاولة أن نشير إلى النيات التي نخفيها عادة في أعماقنا عندما نشارك في حوار ما مع مجموعة من الناس، فالجميع يكون على أهبة الاستعداد لسحب سلاحه على الآخر ولكن بشكل مستتر، ويبقى القلم في النهاية هو الذي نسطر به عناوين حواراتنا». وتقول شيرين مغربي صاحبة فكرة هذا المعرض الذي تقيمه مرة كل سنتين: «لدي شغف وحب كبيران تجاه فن التصميم والابتكار، ولذلك فكرت في كيفية إعطاء الفرصة لموهبة لبنانية في هذا المضمار هي بحاجة لمن يطلقها ويمسك بيدها». وتضيف: «هي المرة الثانية التي ننظم فيها هذا المعرض، وكل ما يجتمع تحت سقفه هو من نوع التصاميم ذات الطبعة المحدودة، إذ لا يمكن مشاهدة هذه الروائع الحرفية إلا من خلاله والمجسدة بقطعة واحدة فقط لا ثاني لها». أما الفنان الفرنسي سام بارون والذي يلبي دعوة شيرين مغربي للمرة الثانية، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تصميمه الذي هو عبارة عن طاولة مغطاة بالمرايا ويزينها قوس من الريش، يعود بك في الذاكرة لاشعوريا إلى راقصات (الكانكان) المشهورات في الاستعراضات المقدمة في كازينوهات باريس». ويقول: «استعملت المرايا لأننا نتعرى أمامها تماما بشخصيتنا وبشكلنا الخارجي، أما الريش فهو للدلالة على هذه الحميمية التي تربطنا بالمرآة تلقائيا». وبدوره يشرح الألماني كريستيان هاس فكرة الطاولة التي صممها وهي مؤلفة من رفين مزدوجين تفصل فيما بينهما لوحة مرسومة بالاكليريك ويقول: «استخدمت الزجاج في صناعة هذه الطاولة لأشير إلى الرهافة التي تغلف الحقيقة عادة، أما اللوحة التي تحتضنها فهي للدلالة على الانطباع القوي الذي تتركه فينا ولذلك تجديني استعملت فيها لونين قويين وهما الأحمر والأزرق القاتم». كثيرة هي الرسائل التي نستطيع أن نستخرجها من معرض «نايكد بيوند ذا سوشيال ماسك»، فهي إضافة إلى معانيها التي تلامس أعماقك فإنها تشكل لديك علامات استفهام كثيرة تشغل أفكارك حتى ما بعد مغادرتك صالة العرض الواقعة في منطقة الزيتونة (زيتونة يخت كلوب). فهي ترسم على محياك تعابير الدهشة والاستفسار تماما كتلك التي كانت تغمر وجه بطلة قصة «آليس في بلاد العجائب»، في كل مرة يقع نظرها على هذا العالم الغريب الذي تعرفت إليه بالصدفة.
مشاركة :