تباينت آراء الخبراء حيال مستقبل النظام السوري مع بدء الضربة العسكرية غير أنهم أجمعوا أن أيام بشار الأسد باتت معدودة، وأنه «آفل» لا محالة سواء أطاحت به الضربة العسكرية أم أبقت عليه، ورأوا أن هذا النظام كتب صفحته الأخيرة بارتكابه حماقة والإقدام على استخدام الأسلحة الكيماوية المجرمة دوليا وإنسانيا. لكن آخرين استبعدوا سقوط النظام مع العمليات العسكرية، أو سعي الولايات المتحدة لهذا الأمر ورأوا أن الضربة سوف تتركز على عناصر القوة لدى نظام الأسد ومن شأنها أن تشل كثيرا منها.. وتحقق التوازن مع المعارضة مما يعجل بتسوية سياسية وفقا للرؤية الأمريكية لها. يقول اللواء الدكتور. محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن العملية ستكون مركزة ومحدودة ولعدة أيام، ولن تتطور وتستهدف النظام السوري إلا إذا أقدم على ارتكاب حماقة بقصف إسرائيل بالصواريخ لأنه لا أحد حينها يمكن أن يتوقع رد الفعل من الطرف الآخر أو من جانب القوات الأمريكية. وقال الزيات أنه يستبعد أن يخرج النظام السوري من هذه الضربة قويا أو بطلا قوميا حسبما يروج لذلك هو أو بعض حوارييه وأنصاره لأن الأمور في سورية باتت سيئة للغاية من جراء ما جرى لشعبها على أيدي هذا النظام على مدى السنوات الماضية كما أنه من الأرجح أن يخرج مهلهلا ضعيفا. ورأى الزيات أن مثل هذه الضربات لن تمس مستقبل الوضع الاقليمي إلا إذا تطورت إلى ضربات صاروخية سواء ضد إسرائيل أو تدخلت الأخيرة بالرد عليها، ويؤكد أن الولايات المتحدة ليس في خطتها إسقاط نظام الأسد وإنما إنهاكه وتقليم أظافره لدفعه إلى مائدة المفاوضات وإلى مؤتمر جنيف2 وتحقيق تسوية سياسية وفقا لشروطها بعد إحداث التوازن المنشود مع المعارضة حسبما كان قبل ستة أشهر.. وتصحيح الاختلال الذي جرى بعد أن ظن النظام أنه في سبيله الى تحقيق حسم عسكري، ولكي يقبل النظام بشروط التسوية السياسية. وأكد أن ما يدلل على عدم وجود خطط أمريكية لإسقاط النظام أنه لا توجد مناطق حظر جوي، ولا ترتيبات لتدخل عسكري بري، بجانب أنه مخطط لأن تكون ضربات صاروخية، توقع أن تتركز على مناطق عسكرية ومراكز مرصودة فقط من بينها الأسلحة الكيماوية لحرمان نظام الأسد من هذه القدرات. ويرى السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصرى السابق للشؤون العربية أن العملية العسكرية ضد سورية لن تكون فسحة للقوات الأمريكية، لافتا الى أن المفهوم الأمريكي لمثل هذه العمليات المحدودة يختلف خلاله المعلن عما هو مرصود بالفعل. ويعلل ذلك بالحرص على تجنب غضب الرأي العام الداخلي، وتفادى الاصطدام مع مجلس الأمن الى جانب ترويض الحلفاء من الدول الأوروبية المناوئين لتوجهاتها حيال الضربة العسكرية. ويشير في هذا الصدد الى أنه يعتقد أن أي عملية لا بد أنها تهدف إلى تحقيق هدف غير معلن وهو إسقاط النظام، لأن تركه يعني أن يصبح الأسد بطلا وهو ما لن تمنحه الولايات المتحدة لهذا النظام أبدا. كما يؤكد السفير هاني خلاف أن الضربات الأمريكية لن تسمح لأي من الطرفين أن يجني الثمار أو الانتصار بما يعني أنه ليس من المنتظر أن تترك تيارا متشددا مثل النصرة ينفرد بحكم الدولة السورية، كما لن تسمح بأن يستمر نظام ليحقق مكاسب معنوية وسياسية ويخرج منها «بطلا».
مشاركة :