اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاحد منصات وسائل التواصل الاجتماعي ب«الانحياز بشكل كامل» ضد مستخدمين من أصحاب الآراء اليمينية، واصفاً شبكتي «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» بأنهما «مريضتا السلوك».وتأتي انتقادات ترامب بعدما عمدت منصات كبرى للتواصل الاجتماعي بينها «فيسبوك» و«سبوتيفاي» إلى التضييق، وأحيانا منع، حسابات صاحب نظرية المؤامرة أليكس جونز اليميني المتطرف.وأعلن ترامب في سلسلة تغريدات صباحية أن «وسائل التواصل الاجتماعي منحازة بشكل كامل ضد أصوات الجمهوريين والمحافظين». وتابع الرئيس الأمريكي «باسم إدارة ترامب، لن نسمح بذلك. إنهم يخفتون أصوات العديد من الأشخاص اليمينيين، وفي الوقت نفسه لا يحركون ساكناً مع آخرين».واعتبر ترامب أن الرقابة «أمر خطر جدا ويستحيل تماما التحكم فيه»، مضيفا «إذا كنتم تستأصلون الأخبار المضللة، فإن «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي» هما الأكثر تضليلا، ومع ذلك أنا لا أطلب وضع حد لسلوكهما المريض». ودعا إلى «السماح للجميع بالمشاركة، أخياراً وأشراراً، وأن يترك لنا جميعاً أمر» التوصل للحقائق.وأعلنت فيسبوك منع الصفحات بسبب «تمجيد العنف، الذي يشكل انتهاكا لسياسة منع العنف التصويري، واستخدام لغة تحط من كرامة الإنسان لوصف متحولين جنسيا ومسلمين ومهاجرين، وهو ما يشكل انتهاكا لسياسة منع خطاب الكراهية».وفي سياق ذي صله ندد الرئيس الأمريكي بشدة أمس الأحد بالتحقيق الفيدرالي حول احتمال تدخل روسيا في انتخابات 2016، واصفا إياه بأنه أسوأ أشكال الاتهامات التي لا أساس لها، ومؤكداً أنه سمح لمحامي البيت الأبيض بالإدلاء بإفادته من أجل وضع حد لهذه القضية. وجاء هجوم ترامب عبر تويتر بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا على صفحتها الأولى يشير إلى أن محامي البيت الأبيض دون مكغان زوّد المحقّقين ب«محاضر مفصّلة» حول كيفية تعاطي ترامب مع التحقيق في مراحله الحساسة. وكان ترامب تطرق إلى المسألة ليل السبت، وكتب «ليس لدي ما أخفيه... لقد طالبت بالشفافية من أجل وضع حد لحملة الاضطهاد الملفّقة والمثيرة للاشمئزاز»، وتابع ترامب «دُمّرت حياة الكثير من الناس من دون سبب، إن هذا أسوأ أشكال المكارثية». والمكارثية مصطلح سياسي نسبة إلى السناتور جوزيف مكارثي في خمسينات القرن الماضي حين كان يتم اتهام أشخاص بالشيوعية من دون أدلة كافية، وينظر المحقق الخاص روبرت مولر في احتمال أن يكون الرئيس الأمريكي تعمّد عرقلة سير العدالة وفي احتمال حصول تواطؤ بين حملته وروسيا لترجيح فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2016. وأورد تقرير «نيويورك تايمز» أن مكغان وفي ثلاثين ساعة متراكمة من الادلاء بإفادته على مدى تسعة شهور أبلغ المحققين بمدى غضب الرئيس من التحقيق والأسلوب الذي طلب منه ترامب اعتماده في التعامل معه، وبحسب الصحيفة فإن إفادة مكغان تطرّقت إلى حيثيات إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي آي» جيمس كومي، وهوس الرئيس بتعيين محقق ممن يدينون له بالولاء، وأشارت الصحيفة إلى أن مكغان لعب دورا أساسيا في عدم إقالة ترامب لمولر الذي تولى التحقيق بعد إقالة كومي.
مشاركة :