أشجار عرفات تلطف الجو وتنقي الهواء

  • 8/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حصد مشروع الوقف الخيري لتشجير صعيد عرفات جائزة مكة للتميز، نتيجة لمساهمته الفاعلة في تحويل مشعر عرفات من أرض صحراوية يشكو الحجاج حرارتها يوم الوقفة الكبرى، إلى منطقة تمتص حرارة الشمس، وتحول عرفات إلى غابة طبيعية من أشجار النيم. وتعود بدايات المشروع الذي انطلق كوقف خيري إلى العام 1404، وكان مقتصراً على الطرق الرئيسة، وجبل الرحمة، والمنطقة المحيطة بمسجد نمرة، ثم توسع عاماً بعد عام حتى غطى نسبة كبيرة من مشعر عرفات، وبلغت كمية الأشجار المزروعة نحو 400 ألف شجرة، وزعت توزيعاً هندسياً يمكن مكاتب مجموعات الخدمات الميدانية بمؤسسات الطوافة ومؤسسة وشركات حجاج الداخل من إقامة مخيماتهم دون أي تأثير عليها، وبما يمكن ضيوف الرحمن من الاستفادة من ظلالها. "الرياض" وقفت على مدى التزام مؤسسات الطوافة بالحفاظ على أشجار عرفات وعبر جولة ميدانية في مشعر عرفات مع بدء الاستعدادات والأعمال الأولية لإقامة مخيمات الحجاج بعرفات، ورصدت عدساتها كيفية تشييد المخيمات، وظهر حرص مؤسسات الطوافة ومن خلال فرق عملها الميدانية التي تضم مهندسين مدنيين ومعماريين مؤهلين على سلامة الأشجار، ووضعت رسومات لعملية التشييد بحيث لا تقام خيمة على شجرة، ولا يتسبب عامود ينصب في إزالة شجرة أو جزء منها. وتحدث أسامة زواوي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، وأوضح أنه قبل قدوم موسم الحج بفترة طويلة تتم عملية مسح كامل لمواقع مخيمات الحجاج بمشعر عرفات للتعرف على مواقع وجود الأشجار وتحديدها، وثم تبدأ عملية رسم المخططات وتوزيع مربعات المخيمات بشكل يضمن بقاء الأشجار وعدم قصها أو إزالتها؛ لكونها عاملاً مساعداً وقوياً في تخفيف الحرارة، وتلطيف الأجواء خارج خيام الحجاج، مؤكداً أن الهدف ليس إقامة أكثر عدد من الخيام بالموقع بقدر ما هو توفير الأجواء المساعدة على تمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان، وتفريغهم للعبادة والدعاء في هذا اليوم العظيم. إلى ذلك يتم ريّ وتشجير عرفات على مدار العام عبر أكثر من عشرة آبار للمياه الجوفية، وبعد أن جفت تلك الآبار سعت إدارة المشروع إلى إيجاد بدائل لري الأشجار بتمديد خط مياه للري بطول 75 كيلو متراً ينقل مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتنقيتها، لتكون ملائمة، بداية من محطة الكعكية في المسفلة وانتهاء بعرفات، وبدأ تنفيذ المشروع سنة 1415هـ، وواجه معوقات طبيعية لكنه استطاع التغلب عليها. ولطول المسافة من محطة الكعكية في المسفلة تم إنشاء ثلاث محطات بالكعكية لتقوية دفع المياه المعالجة، التي تقدر كميتها بعد معالجتها بـعشرة آلاف متر مكعب إلى عرفات، وكل محطة مزودة بعدة مضخات عملاقة، ومولدات كهربائية كبيرة لتشغيل المضخات ذاتياً بعيداً عن شبكة الكهرباء العمومية، وأدت الزيادة السنوية في أشجار عرفات إلى زيادة كمية مياه الري، وتم إنشاء خط جديد تدعيماً للخط القديم لنقل كمية إضافية من المياه تناسب زيادة الأشجار، وتصل كمية المياه التي ينقلها هذا الخط إلى 40 ألف متر مكعب يومياً. وحرصاً على نقاوة المياه الواردة من محطة الصرف الصحي المعالجة ثنائياً، قام المشروع الخيري لتشجير عرفات بتركيب فلاتر في المحطة لتحويل المياه إلى مياه ثلاثية خالية من الشوائب، وتم عمل نظام تعقيم من الكلور لقتل البكتيريا، وقامت وزارة المياه والكهرباء بإنشاء محطة معالجة بطريق الخواجات جنوب مكة المكرمة تعالج فيها المياه معالجة ثلاثية، فقد أنشأ المشروع الخيري محطة ضخ كبيرة بها، وتم تمديد خط جديد، ويعد مشروع تبريد المناخ في عرفات من خلال أعمدة رذاذ المياه الذي تم إنشاؤه العام 1410هـ، من المشروعات الخيرية المهمة لحجاج بيت الله الحرام لتهيئة المناخ وخفض درجات الحرارة، وإيجاد مناخ ملائم يمكنهم من مواصلة إقامة مناسكهم والتفرغ لأدائها دون تعب أو معاناة، حيث أثبتت الدراسات العلمية والحقلية أن هذا النظام له فوائد عظيمة في خفض درجة حرارة الجو ما بين "5 : 9" درجات مئوية، ورفع نسبة رطوبة الجو ما بين "5 - 7 في المئة"، واختزال الأشعة الشمسية وتشتيتها وامتصاص حرارة جسم الإنسان وحماية الحجاج من ضربات الشمس الشديدة. هذا، بجانب إخماد الغبار والأتربة المتطايرة في الجو بسبب كثرة حركة السيارات وأماكن تزاحم الحجاج.

مشاركة :