أفتى الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بأن رفع الشعارات السياسية فى الحج ينافى ويناقض مقصود العبادات الجماعية؛ كالحج، وصلاة الجماعة، والجمعة، والعيدين ونحوها، لأن المقصود الشرعى لتلك العبادات أنها تجمع المسلمين تحت اسم الإسلام لا غير، فإذا أريد الاجتماع لها على معانٍ أو شعارات أخرى غير الانتساب للدين الإسلامى والملة المحمدية، كان الاجتماع باطلًا منافيًا لمقصد الإسلام فيها.وأضاف فى كلمته التى ألقاها فى الدورة الثالثة والأربعين لندوة الحج السنوية الكبرى، تحت عنوان: «شرف الزمان والمكان.. فى طمأنينة وأمان»، أن رعاية الحرمين الشريفين وخدمة زوارهما تُعَدُّ من أجلِّ الجهود المشكورة من الله، وهى محل تقدير من الناس جميعًا عبر القرون، وقد لمست الأمة فى عقودها الأخيرة مظاهر التقدير، ومزيد الاهتمام، وحسن المعاملة من خلال الجهود الكبيرة التى تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، بسخاء نفس مع تحمل المسئولية الشرعيَّة والتاريخية التى أناطها الله بها.وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الحكومة السعودية عملت كذلك على تطوير جهودها وخدماتها للحرمين الشريفين وفق مقررات الشرع الشريف، وذلك استدعى بحث كل مستجدات الحج ومشكلاته لمعالجتها وتفاديها فى المواسم اللاحقة.وفى هذا الإطار أنشأت السعودية مركز أبحاث الحج، ليكون جهة استشارية فنية للجنة الحج العليا وللجهات العاملة فى مجال الحج وشئونه، وتتركز جهوده على رصد كل المعلومات وجمع البيانات المفصلة عن مختلف شئون الحج وأمور الحجيج، وما يتعلق بهم من خدمات ومرافق.وأوضح «علّام» أن الحكومة السعودية تبذل كذلك بجانب هذه الخدمات جهودًا كبيرة لتحقيق الأمن الفكرى للمسلمين، وضبط سير الحجاج والمعتمرين وفق الالتزام بأداء المناسك والشعائر دون استغلال موسم الحج لأغراض سياسية وطائفية، وهذا إجراء حكيم يحفظ على المسلمين وحدتهم وصحة عبادتهم.ولفت إلى أن دار الإفتاء المصرية ترى جواز أن يذهب الحاج مباشرة إلى عرفة دون المبيت بمنى أو دخولها، وهو أيضًا معتمد الفتوى بشأن المبيت بمزدلفة، كما يبدأ وقت رمى جمرة العقبة والجمرات أيام التشريق مِن نصف الليل.وعن حتمية الامتثال لرؤية المملكة العربية السعودية، فيما يتعلق ببداية «ذى الحجة» ووقفة عرفات، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المسلمين عليهم أن يصوموا يوم عرفات فى موعد محدد، وهو اليوم الذى أعلنته السعودية.وأوضح الجندي، أن المعلوم والمقرر شرعًا أن فريضة الحج تؤدى فى الأشهر الحرم، ويؤدى أهم ركن فيها، وهو الوقوف على جبل عرفات، بالسعودية؛ لذلك فإن الخلاف معها يؤدى إلى حالة لغط.تابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: «على المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها أن يلتزموا بهذا التوقيت وفقًا لما تعلنه السعودية، تعبيرًا عن التوحد فى أداء فريضة الحج».وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن ما فعلته دولة عربية وإسلامية، لا يجوز شرعًا وتتحمل مسئوليته الدول المخالفة.وأكد الدكتور عبدالحليم منصور، أستاذ الفقة المقارن ووكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على أن الخلاف فى استطلاع هلال شهر رمضان ممكن وجائز، أما ما يتعلق بوقفة عرفات فلا مجال فيه للاختلاف.وقال إن الدول الإسلامية كان يتوجب عليها إقرار ما أعلنته المملكة العربية السعودية؛ حتى لا يتسبب الأمر فى جدل للحجيج، فيما يتعلق بموعد صيام وقفة عرفات وموعد النحر وغير ذلك.فى سياق متصل، أعلن المرجع الدينى للشيعة فى العالم، على السيستاني، أن أول أيام عيد الأضحى سيكون الأربعاء وليس الثلاثاء، وعليه فإن أبناء الطائفة خاصة فى العراق وإيران سيحتفلون بالعيد يوم الأربعاء.
مشاركة :