ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، أن رئيس وزراء باكستان الجديد عمران خان، سيجد الطريق إلى «باكستان الجديدة»، التي يخطط لها وعراً ومعوّقاً، بالنظر إلى ما يحيط به من أزمة اقتصادية عميقة في جانب، ومواصلة الجيش تحكّمه في مراكز القوى من جانب آخر.ونقلت الصحيفة عن خبراء إقليميين قولهم، إنه ورغم صورة خان كشخصية جديدة الفكر تطرح أفكاراً مختلفة للتعامل مع مشكلات باكستان القديمة، فإنه لن يكون قادراً على إحداث كثير من التغيير على الصعيد الداخلي. ورأى البروفيسور محمد أيوب -خبير الشأن الآسيوي بجامعة ميتشجان الأميركية- أن أياً من رؤساء وزراء باكستان السابقين لم يستطع تغيير المسار دون موافقة الجيش، كما أن فرص خان تكاد تكون معدومة في الإيفاء بتعهداته الانتخابية بجلب السلام للجارة أفغانستان، ما لم تكن تلك الخطة موافقة لأهداف الجيش. وأضاف البروفيسور أيوب، أن الجيش في باكستان سيفرض هيمنته على رئيس الوزراء عمران خان، وسيمنحه قليلاً من الاستقلال. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الجديد سيواجه مشكلات في تخليص باكستان من الفساد وإنعاش الاقتصاد في الداخل، فإنه بنفس الطريقة سيصطدم بعقبات إذا ما حاول إعطاء توجهات جديدة للسياسة الخارجية لا توافق هوى الجيش، كما يرى محلّلون. ولفتت الصحيفة إلى العلاقة المتوترة حالياً في إسلام أباد وواشنطن، مشيرة إلى أن انتقاد خان لطريقة تعامل الولايات المتحدة مع بلده، لكن الجيش -رغم ذلك- لن يسمح لخان بتخريب تلك العلاقة، نظراً لاعتماده على واشنطن في استيراد الأسلحة المتقدمة. ومن ناحية أخرى -تتابع الصحيفة- فإن الجيش يرى أن مصدر سلطته وشرعيته في حمايته لباكستان ضد جارتها الكبرى الهند، ومن ثم فإن أي جهود من خان لمتابعة تعهداته بتحسين العلاقات مع نيودلهي من غير المرجّح أن تنجح.;
مشاركة :