العلم وظلمات الجهل

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

للعارفين ببواطن الأمور لمَ تأتي شهادة علي مظلوم، الذي عرف نفسه على أنه ابن الشهيد القائد صاحب التاريخ الجهادي العريق حسين مظلوم (الحاج ولاء)؟ ثم تأتي شهادته ضد جرائم ميليشيا «حزب الله» الإرهابي، وذلك بعد سجنه لمدة عام، وتعرضه لأسوأ وأبشع أنواع التعذيب، وفضحه لسجون «حزب الله» في مناطق مختلفة من العاصمة اللبنانية بيروت. وهي جميعاً تدار من العناصر المرتزقة لهذا التنظيم، وتقع خارج نطاق الدولة.وها هي شهادة أحد أبناء قادة التنظيم تؤكد وجود سجون الحزب وبانتشار جغرافي عريض. «حزب الله» تنظيم إرهابي، مثله مثل «القاعدة» و«داعش»، لا فرق بينها إلا إذا كنت تحكم بعيون طائفية، وهذه هي لب المعضلة. العالم العربي لن يهدأ ما دام هناك «تغاضٍ» في التعامل بالمعايير نفسها مع التنظيمات الإرهابية كافة. هي كلها مجاميع خارجة عن القانون، وتحمل السلاح بشكل غير شرعي.بسبب تقسيم الإسلام السياسي بين فريقين، نمت جذور التطرف وكان حصاد الإرهاب فريقاً يعتقد أنه وريث لآل البيت، وفريقاً يروج أنه تكملة لإرث الصحابة. شهادة علي مظلوم ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تكشف جرائم وإرهاب تنظيم «حزب الله». تذكرت حديثاً حصل معي وصحافي لبناني كبير «متعاطف» مع «حزب الله» بحسب ما وصف نفسه، وسألني لماذا «تهاجم» «حزب الله»؟ قلت له: سؤالك نفسه مدعاة للتعجب. «حزب الله» جرائمه معروفة، أولاً أنت كلبناني عيب عليك أن تدافع عن فصيل يرفع السلاح خارج القانون، ويحمي قتلة رئيس وزرائكم. ثانياً أنا كعربي وسعودي أطالب بالقضاء على فصيل إرهابي قام ولا يزال يقوم بعمليات إرهابية في بلادي والبحرين والكويت واليمن والأردن والعراق وسوريا وغيرها. هذا التنظيم خطر على الأمن الوطني العربي، وهو أداة إجرامية في يد الغير. ثالثاً: أنت تنظر للأمور عبر نظارة سوداء طائفية، جعلتك ترى الطائفية قبل الإرهاب، ولذلك أصابك عمى الألوان العادل. الإرهاب لا يمكن تقسيمه على أساس طائفي فيصبح إرهابنا وإرهابكم... إرهابنا وإرهابكم. حاول الرجل أن يجادلني واستخدم ألفاظاً مستهجنة كالمقاومة والممانعة لوصف هذا الفصيل، فما كان مني إلا أن قاطعته بحدة قائلاً: أرجو أن تحترم ذكائي ولا تهين عقلي بهذا الأسلوب من النقاش. المسألة الأهم في التعاطي مع تحدي الإرهاب في العالم العربي هو مواجهة النفس والبعد عن النفاق مع الذات، وهذا لن يتأتى إلا بوضع الحق قبل الطائفية. وما دام لا يتحقق هذا الأمر فسيستمر حوار الطرشان الساذج هذا.تطهير العالم العربي من كل أشكال التطرف والإرهاب والتشدد يجب ألا يخضع لمعيار طائفي. لأن الإرهاب إذا كان لا دين له، فهو أيضاً وبشكل حتمي ومؤكد لا طائفة له. بقي أن يصل هذا المفهوم المهم لأعرض قاعدة ممكنة من الناس. لأن العلم نور والجهل ظلمات.

مشاركة :