إدانة دوليّة لمقتل عشرات المدنيين السوريين وتحذير من التصعيد في إدلب وحلب

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دانت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 116 مدنياً، منهم نساء وأطفال، في محافظتي إدلب وحلب السوريتين، خلال أسبوع بسبب استمرار العنف والأعمال العدائية، فيما بدأت مئات العوائل العودة إلى قراها التي نزحت عنها بريف إدلب والمسيطر عليها من قوات النظام السوري بعد فتح معبر أبو الظهور من جديد وسط مخاوف من تغاضي الروس عن انتهاكات عناصر النظام وتعفيشهم «نهبهم» مجدداً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس، في بيان صحافي نشر على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني مساء أول من أمس: «إن هذا العنف المفرط غير مقبول على الإطلاق». معرباً عن قلقه العميق إزاء سلامة وحماية ملايين المدنيين الذين يعيشون في هذه المنطقة. ومحذراً في الوقت نفسه من أن تشكل مثل هذه الحوادث جزءاً من تصعيد جديد للصراع في المنطقة. وأضاف مومسيس «أن أي عملية عسكرية في إدلب والمناطق المحيطة بها ستؤدي إلى تعريض حياة أكثر من 3 ملايين مدني يعيشون في المنطقة المكتظة بالسكان للخطر، ومن المحتمل أن يكون لها تأثير خطير على قدرة الشركاء في المجال الإنساني على تقديم المساعدة المنقذة للحياة في هذه المنطقة». وذكر أنه يتحتم على جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها، التوصل إلى اتفاق حقيقي وشامل لتسوية النزاع السوري بطريقة سلمية لتجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة، «ولا ينبغي ولا يجب استهداف المدنيين». في غضون ذلك، رصد «المرصد» تحشداً في القطاع الشرقي من ريف إدلب، لمئات العوائل النازحة من قراها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ممن نزحوا خلال هجوم قوات النظام وحلفائها قبل أشهر وتمكنها من السيطرة على عشرات القرى من هذا الريف، وأكدت مصادر متقاطعة «للمرصد» أن العوائل تنتظر إدخالها إلى مناطق سيطرة النظام، بعد فتح المعبر، كما رصد وجود عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في منطقة تواجد النظام، بمثابة ضامن لعودة الأهالي، إذ أكدت المصادر «للمرصد السوري» أن عمليات دخول العوائل بدأت وسط مخاوف من تعرض المدنيين الداخلين إلى هذه المناطق والعائدين إلى قراهم، لعمليات اعتقال من قبل سلطات النظام، التي تقوم مع المسلحين الموالين لها بفرض أتاوات على المواطنين بعد دخولهم، وتعفيش الآليات والمواشي وسلب الأموال ونهب الممتلكات، كما يخشى الأهالي من تغاضي الروس مجدداً عن انتهاكات وتجاوزات النظام والمسلحين الموالين لها، مثل ما جرى مسبقاً في الكثير من المناطق التي جرت فيها «مصالحات وتسويات» مع النظام. ويأتي افتتاح المعبر أمس (الاثنين) بعد جهود حثيثة بذلها الجانب الروسي وبالتنسيق مع النظام السوري، بما يضمن العبور الآمن للمدنيين وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية. ونقلت الوكالة عن مراسلها في منطقة أبو الظهور «إن الجنود الروس يشرفون على عمل المعبر، ويؤمنون العبور الآمن للمدنيين، كما تقوم فرق طبية روسية بتقديم الرعاية الطبية لمحتاجيها من المدنيين الواصلين إلى المعبر الذي يشهد منذ افتتاحه حركة عبور كثيفة للمدنيين باتجاه المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة قوات النظام». وأعلن النظام السوري منذ أيام نيته افتتاح المعبر لمدة 24 ساعة بالتنسيق مع الجانب الروسي إلا أن قرار افتتاحه تم إلغاؤه قبل يوم من موعد الافتتاح الذي كان مقرراً الخميس الماضي، إذ أوضح مصدر ميداني وقتها أن قرار إغلاق المعبر اتخذ بعد ورود معلومات تشير إلى إعطاء الضوء الأخضر لتنظيمي «النصرة» و «داعش» الإرهابيين (المحظورين في روسيا) لاستهداف المعبر بعمليات انتحارية ما يصعد خطر افتتاحه بشكل كبير على الأهالي المدنيين والمؤسسات الإنسانية التي ستكون باستقبالهم، كما تم عقد اجتماع استدعى إليه الضباط الأتراك في نقطة مراقبة خفض التصعيد «التركية» بمحيط مدينة مورك شمال حماة، وجهاء وقادة مجموعات مسلحة من ريفي حماة وإدلب، وأمروهم بملازمة المدنيين لمنازلهم وعدم الخروج باتجاه المعبر، وعدم الالتفات إلى ما يروج له النظام السوري عن «عملية عسكرية وشيكة لتحرير إدلب»، متعهدين بأن تركيا ستقوم بمنع إطلاق أي عملية عسكرية من هذا النوع باتجاه المحافظة، وبحماية المناطق التي يسيطر عليها تنظيما «جبهة النصرة» و«داعش» و«حراس الدين» وغيرها من الفصائل.

مشاركة :