أدى 21 وزيراً باكستانياً القسم الدستورية، فيما تعهد رئيس الوزراء عمران خان خفض الإنفاق الحكومي وإنهاء الفساد وإعادة الأموال العامة. وأدار الرئيس مأمون حسين جلسة القسم لـ16 وزيراً اتحادياً في إسلام آباد، فيما عيّن خان في شكل منفصل 5 مستشارين في حكومته. وفاز حزب خان (حركة الإنصاف) بغالبية المقاعد في البرلمان، في الانتخابات النيابية التي نُظمت في 25 تموز (يوليو) الماضي. لكنه لم يحقق غالبية، ما أرغمه على تشكيل ائتلاف. خان الذي أدى السبت القسم الدستورية رئيساً للوزراء، تعهد في أول خطاب له بعد توليه منصبه، تنفيذ إصلاحات لمكافحة الفساد وتعزيز التنمية البشرية، في بلد يشهد نمواً اقتصادياً متسارعاً، لكنه يعاني في الوقت ذاته من فوارق اجتماعية صارخة. وكرّر النجم السابق للكريكيت وعوداً أطلقها خلال حملته الانتخابية، لا سيّما «دولة الرفاه الإسلامية». وخصّص حيّزاً من خطابه لملفات قلّما تطرّق إليها أسلافه، مثل مكافحة الاعتداءات الجنسية التي يتعرّض لها أطفال، وتغيّر المناخ. وأعرب عن أمله بتحسين علاقات بلاده مع دول الجوار، إضافة إلى تعزيز الأمن في إقليم بلوشستان المضطرب ومناطق حدودية مع أفغانستان. وقال: «نريد السلام لأن باكستان لا يمكنها أن تزدهر ما لم يعد السلام الى ربوعها». وأوضح أنه احتفظ بحقيبة الداخلية لنفسه، ليشرف شخصياً على مكافحة الفساد وتبييض الأموال. وأعلن برنامج تقشف يطاول رأس هرم السلطة، قائلاً: «سأحارب الفاسدين. إما ينتصر البلد وإما ينتصر الفاسدون». ودعا خان أيضاً إلى تبنّي نظام تقدّمي للضرائب، وإلى إنفاق الأموال على الأكثر احتياجاً. كما حضّ الباكستانيين في الخارج على الاستثمار في بلدهم، والأغنياء على دفع ضرائب. اما وزير الخارجية شاه محمود قريشي، فأعلن مراجعة للسياسة الخارجية ووضعها على مسار صحيح، «لمصلحة باكستان». وأضاف أنه سيتواصل مع نظرائه في المنطقة ويركّز على ملفات رئيسة مهمة بالنسبة إلى بلاده. وتابع بعد أدائه القسم الدستورية: «تحتاج باكستان إلى أفغانستان آمنة ومستقرة. مستقبلنا مرتبط بالسلام فيها. وأعلن عزمه على زيارة كابول قريباً، حاملاً رسالة مفادها أن «علينا أن يساعد ويؤيد بعضنا بعضاً، وأن نبحث عن حلول لمشكلاتنا». وأشار قريشي الى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعا إلى حوار مع إسلام آباد، في رسالة وجّهها إلى خان. وأضاف أن باكستان ترى أيضاً أن المحادثات مع الهند هي «السبيل الوحيد للمضيّ». وتطرّق الوزير الى العلاقات مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن باكستان تريد علاقات تستند الى الاحترام والثقة.
مشاركة :