أصدرت محكمة إندونيسية حكماً بالسجن لمدة عام ونصف العام على امرأة بوذية اتهمت بالتجديف ضد الإسلام، الأمر الذي يجرمه القانون في إندونيسيا. في حين أن الحد الأقصى للعقوبة قد تصل إلى خمس سنوات. محكمة إندونيسية تصدر حكماً على امرأة بوذية من أصول صينية، لأنها كانت قد اشتكت من "صخب المسجد" المجاور لبيتها، بالسجن لمدة 18 شهراً بتهمة التكفير. وعندما أعلن القاضي واهيو براستيتو ويبوو الحكم، يوم الثلاثاء (21 آب/أغسطس 2018)، انفجرت المرأة (ميلانا) في البكاء واعتذرت وعبرت عن أسفها، في حين أخذت إلى المحكمة مكبلة بالأصفاد. وقال ممثلو الادعاء إن المتهمة البالغة من العمر (44 عاماً) قد انتهكت القانون بارتكابها التجديف ضد الإسلام، الدين السائد في إندونيسيا، التي تعتبر أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة من حيث عدد السكان. تضم إندونيسيا أقليات دينية بوذية، ومسيحية، وأقليات دينية أخرى. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في التفسيرات المحافظة والمتشددة للإسلام، مما أثار مخاوف من أن سمعة البلد العلمانية القديمة المعروفة بالتسامح والتنوع بدأت تتآكل. إذ أحرقت ونهبت مجموعة من الأشخاص ما لا يقل عن 14 معبداً بوذياً في جميع أنحاء تانجونغ بالاي، مدينة ساحلية في سومطرة، في أحداث شغب في تموز/يوليو 2016 عقب ورود تقارير عن شكوى ميلانا حول صخب مكبرات الصوت في المسجد. وهناك مئات الآلاف من المساجد في أرجاء البلاد يستخدم معظمها مكبرات الصوت وقت الأذان، والذي يستمر لبضع دقائق. لكن الكثيرين يستعملون نسخاً طويلة من الصلوات أيضاً أو الخطب، والتي قد تستمر لأكثر من 30 دقيقة، والتي اعتبرها مجلس المساجد الإندونيسي غير ضرورية. وقال محامي المرأة، رانتو سيباراني، إنه سيتم استئناف الحكم. فيما قالت جماعة محافظة، إن حكم ميلانا كان مخففاً جداً. إذ أن الحد الأقصى لعقوبة التجديف هو خمس سنوات. ففي العام الماضي أدين الحاكم المسيحي السابق لجاكرتا، العاصمة، وحكم بالسجن لمدة عامين بتهمة التجديف، بعد أن اتهمته عدة جماعات إسلامية بإهانة الإسلام عندما قال إن منافسيه السياسيين يستخدمون القرآن الكريم لخداع الناخبين. ر.ض ( أ ب، أ ف ب)
مشاركة :