في مصر، يمنح لقب " الحاج" صاحبة قيمة ومكانة ومهابة اجتماعية، ولهذا يحرص الناس على مناداة كل عائد من رحلته المقدسة بـ " الحاج "، وفي الصعيد جنوب مصر، ابتكر المجتمع الرسوم الجدارية للإعلان أن صاحب البيت قد أدى فريضة الحج، وأنه يستحق لقب " الحاج"، وقد أبدع الفنان الشعبي هذه الجداريات، لتكون في استقبال الحجاج عند عودتهم. وحسب تقرير لصحيفة " اليوم السابع" عن فنان جداريات الحج، عيد السلواوي، من محافظة أسوان، فإنه " لا تخلو قرية ولا حارة فى مصر من بيت عليه تلك العلامة المميزة التى تستقر على البيت كوسام شرف، رسمة للكعبة المشرفة مقترنة بعبارة "حج مبرور وذنب مغفور" أو عبارات التلبية مرسومة بخط أنيق وعفوى فى الوقت نفسه .. ولا يكتفي البعض برسم الكعبة وحسب وإنما أحيانًا ما يوثقوا الرحلة بأكملها راسمين على الجدران باخرة أو سيارة أو طائرة فى رمز إلى الوسيلة التى سافر بها الحاج إلى مكة المكرمة". ويضيف التقرير " هذه الرسومات .. تثير لدى البعض ذكريات الرحلة المحببة إلى قلوبهم، أو تجعل آخرين يتوقون لزيارة بيت الله الحرام". كما يرصد تقرير على موقع " بوابة الأهرام"، ظاهرة الرسوم الجدارية للحج في صعيد، ويقول " منازل الصعيد العتيقة المبنية بالطوب اللبن، تظهر الكثير من الرسومات التي اندثرت ولا يقوم الفنان حاليًا برسمها، ومنها؛ مشهد الافتداء بكبش من السماء، بداية من الأعلام الحمراء والخضراء التي ترفرف في الهواء، مرورًا بحمام الحمى وواقعة غار حراء، ونهاية بقيام الصعايدة باستقبال القادم من مكة المكرمة، حيث يعج الجدار بالرسومات القديمة التي تستقي كل رموزها من البيئة المحيطة". وعن تخليد أسماء الحجاج، يكشف التقرير أن الرسام " يقوم برسم أبناء الحاج ومن هم في أسرته فيرسم صورًا رمزية لأشكالهم ثم يكتب أسماءهم واحدًا واحدًا، وهي الأسماء التي ستعيش وتكثر ذريتها وحين تشاهد الجدار تحتفي بذلك الحنين القديم لما كانت عليه الشعائر وماكان عليه الصعيد في استقبال الحاج من الرحلة المقدسة". وينقل التقرير عن الباحث والفنان أنس عبدالقادر، من محافظة قنا، جنوب مصر، أن "لكل قرية من القرى العديدة بقنا فنانيها الذين يقومون بالتوقيع على رسوماتهم".
مشاركة :