تقول الأسطورة "الخراب يحل على الفريق الذي يدربه جوزيه مورينيو في الموسم الثالث، المشاكل تزداد في غرفة الملابس ويرحل المدرب البرتغالي مقالا". لم يحدث لمورينيو الأمر في بورتو لأنه رحل بعد موسمين ونصف، ثم في تشيلسي استمر لـ3 مواسم كاملة قبل أن يرحل في بداية الموسم الرابع. اللعنة الحقيقية بدأت مع جوزيه مورينيو في ريال مدريد، حينما رحل في موسمه الثالث، على الرغم من تجديد تعاقده في بدايته لـ4 سنوات. لقب مورينيو موسم 2012-2013 الأخير له مع النادي الملكي بـ"الأسوأ في مسيرتي". وبعد ذلك بـ3 أيام أعلن فلورنتينو بيريز عن رحيل مورينيو. كانت البداية في ريال مدريد بوجود خلافات في غرفة الملابس مع عدد من اللاعبين، وعادة ما تسوء الأمور مع مورينيو بعد تحقيق موسم ثاني ناجح للغاية. قبل تولي مهمة تدريب مانشستر يونايتد كان تتويج مورينيو بلقب الدوري في موسمه الثاني من المسلمات في عالم كرة القدم. ودائما ما تكون حقبته مكونة من 3 مراحل، الأولى حينما يتم تقديمه في النادي ويحول الفريق لمجموعة من المحاربين والقادة الذي يقاتلون من أجل استعادة الهيبة وليس التركيز على النجاح أكثر من وضع قدمه على بداية السلم. المرحلة الثانية لمورينيو تأتي بتحويل الهيبة إلى النجاح وتحطيم كل خصم في الطريق إلى مجرد عتبة في سلم الوصول للتتويج، ثم يحقق لقب الدوري، ويكون مورينيو هو النجم الأوحد. وأخيرا المرحلة الثالثة. يتم استهلاك اللاعبين نفسيا وبدنيا لأبعد حد ومع تزايد الضغوط يصلون لمرحلة صدامية لا مناص منها. اللاعبون يصابون بالغضب والإحباط ويدخلون في صدام مع مورينيو، مع الكثير من الجدل، والمدرب البرتغالي في المقابل يوجه رصاصاته النقدية تجاه اللاعبين. ثم يرحل وينضم لنادي جديد. الوضع ليس مماثلا في يونايتد تحدث إيان رايت أسطورة الشياطين الحمر لـ "بي بي سي" قائلا: "لقد ضل يونايتد طريقه وابتعد كثيرًا عما كنا نعرفه عليه. لم يعد يلعب كما كان يُعرف عنه. ما هو أسلوب لعب يونايتد الحالي؟ لا أعرف. ما هي فلسفة الفريق الحالية؟ أنا حقًا لا أعرف". هناك اختلافات كبيرة حدثت في مانشستر يونايتد، النادي بحاجة لإعادة البناء، خاصة وأن عملية لويس فان جال فشلت، وبالتالي هو بحاجة لأن يمتلك ظهرين شابين بدلا من الثنائي أنطونيو فالنسيا وآشلي يونج، كما أنه لا يمتلك أجنحة أو صناع لعب بالعمق والقوة الكافية ولا يوجد مهاجم بديل لروميلو لوكاكو. كما أن نجاح مورينيو جاء في الموسم الأول بتحقيق لقب الدرع الخيرية بجانب كأس الرابطة والدوري الأوروبي. في الموسم الثاني ساءت أحوال مانشستر يونايتد كثيرا، وبسبب قلة العمق في التشكيل لم يكن الفريق قادرا على المنافسة على لقب الدوري ضد مانشستر سيتي وخسره مبكرا، بجانب الخروج من دوري أبطال أوروبا ضد إشبيلية والخروج بصفر ألقاب، ما جعله ولأول مرة في مسيرته يخفق في موسمه الثاني بهذا الشكل بل ويدخل دوامته مبكرا. بدا ذلك الموسم كأنه مثل موسم 2013-2014 مع تشيلسي أو أول مواسمه مع ريال مدريد، وكأنه يبدأ في فهم الفريق وربما تحسن دفاعيا لكنه كان يعاني كثيرا للفوز أو تسجيل الأهداف. العديد من المشاكل يحب جوزيه مورينيو اللعب بتشكيل محدود للغاية ولا يؤمن كليا بمبدأ المداورة وعادة يلعب بتشكيل ثابت لفترة طويلة حتى يجد التشكيل الذي يفوز ونادرا ما يجري أي تبديل فيه. وحدث ذلك في تشيلسي حينما فاز بالدوري، إذ أنه لعب بـ15 لاعبا فقط. قال إيان رايت عن افتقار اللاعبين للثقة قائلا :" أتذكر إريك بايي عندما انتقل ليونايتد بدا لاعبًا مفيدًا جدًا من ناحية القوة البدنية والسرعة وأتذكر مجاراته لجيمي فاردي والذي كان في قمة مستواه وقتها. أما الآن فيبدو بأنه فقد ثقته بنفسه ولا أعرف ما الذي حدث". بجانب ذلك هناك العديد من الشباب في قائمة مانشستر يونايتد مثل أنتوني مارسيال ولوك شاو وماركوس راشفورد، الثلاثي بحاجة لمعاملة خاصة للغاية، لكن مورينيو اعتاد العمل مع النجوم الكبار واللاعبين الأكثر نضجا من هؤلاء، وبالتالي كان من السهل أن يهاجم اثنين منهم طيلة الوقت. بالإضافة للمشكلة السلوكية الخاصة ببول بوجبا حسبما يرى المدرب البرتغالي، وأزمة طريقة اللعب، أضاف إليها مورينيو مشكلة جديدة في الدخول في مشاكل مع اللاعبين عقب كل مباراة، يخرج لينتقد أداء اللاعبين وربما يختص لاعبا بعينه ليطلق عليه سهامه. قال بول إينس أسطورة الشياطين الحمر عن مستوى الفريق بول إنس : "هل يجب إن يرحل مورينيو؟ لا. هل يجب أن يعيد مانشستر يونايتد حساباته ويقوم بترتيب أوضاعه؟ بالتأكيد لأن الفوضى تعمّ جميع من في النادي". وأضاف "جميع من في النادي بلا استثناء، إد ودوارد، جوزيه مورينيو وبول بوغبا، الفوضى تعمّ المكان تماماً، لن تشاهد على الإطلاق ما يحدث الآن تحت قيادة سير أليكس فيرغسون، لا سيما أمام الجميع وعلى العلن". الرغبة في التجديد إدارة مانشستر يونايتد حسب تقارير صحفية رفضت سياسة مورينيو في ضم لاعبين جاهزين وناضجين، والنادي عبر عن رغبته الواضحة في ضم لاعبين شباب والبناء من أجل المستقبل، فسياسة المدرب البرتغالي لا تناسب رغبة النادي ورؤيته للمستقبل. مورينيو قال إنه سلم قائمة لإد وودوارد المدير التنفيذي للنادي ضمت 5 لاعبين ليضمهم النادي خلال السوق الصيفية لكنه لم يضم منها سوى فريد. لم يضم ظهير أيسر أو قلب دفاع أو جناح أو مهاجم. على الرغم من ذلك كانت بعض الأسماء في القائمة كبيرة في السن مقارنة برغبة يونايتد. (طالع القائمة كاملة من هنا) إدارة الشياطين الحمر وجدت أن الحل في تعيين مدير رياضي أخيرا يقوم بعمل الصفقات ويكون أقرب إلى السوق عن وودوارد الذي يعد اقتصاديا أكثر منه رياضيا، وهي ذاتها رغبة مورينيو لكن ذلك يعني أن الأمر سيتم بشروط إدارة يونايتد بضم لاعبين شباب. الدخول في صدام مع إدارة يونايتد هو آخر ما يريده جوزيه مورينيو، نظرا لأن هناك أزمة ثقة بعد انتقاده لعدد من اللاعبين، ناهيك عن انتقاد قدامى اللاعبين للفريق وطريقة لعبه بجانب انتقاد بول سكولز مثلا لبوجبا الذي دفع وكيله للرد، وهذا آخر ما يريده نادي بحجم مانشستر يونايتد. الضغوط كلما تزايدت الضغوط تزايدت المشاكل مع جوزيه مورينيو. قال رامون كالديرون رئيس ريال مدريد السابق :"أن تكون مدربا لريال مدريد هو أمر في غاية الصعوبة، انظروا لما حدث مع مورينيو، إنه شخص اعتاد التعامل مع الضغط في الماضي لكنه لم يعد بإمكانه ذلك". الأمر تكرر مع البرتغالي في الحقبة الثانية له في تشيلسي، مع تزايد الضغوط ومطالب الإدارة في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ومع استنزاف اللاعبين ووجود انشقاق في غرفة الملابس واتهام مورينيو لهم بعقد مؤامرة ضده، كل ذلك نتج عنه العديد من النتائج السيئة واختتم برحيله. في مانشستر يونايتد كان من المفترض أن يصبح الموسم الثاني هو الأفضل مورينيو خاصة وأنه ضم اللاعبين الذين يريدهم سواء في موسمه الأول أو الثاني، سيتي كان أفضل في طريقة اللعب وتسجيل الأهداف ويونايتد كان الأفضل دفاعيا، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن من الخروج بأي شيء في الموسم الثاني. وخلال الموسم الجاري تتزايد الضغوط، فهل على الرغم من اختلاف الأحداث ستستمر لعنة الموسم الثالث مع مورينيو؟
مشاركة :