تحذير غربي ثلاثي لدمشق من استخدام «الكيماوي» في إدلب

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ضوء مؤشرات إلى اقتراب معركة إدلب، وعشية لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيره الروسي نيكولاي بتروشيف في جنيف، حذّرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا النظام السوري أمس من استخدام الأسلحة الكيماوية في المحافظة، مهددة بأنها «سترد في الشكل المناسب»، في وقت أفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية بأن الجماعات الإرهابية المسلحة تُعد لهجوم كيماوي في المناطق الممتدة بين جسر الشغور وريف اللاذقية في الشمال الشرقي. وفي بيان مشترك لمناسبة مرور خمس سنوات على هجوم بغاز السارين في الغوطة السورية أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، أعربت أميركا وفرنسا وبريطانيا أمس عن «قلقها الكبير» إزاء هجوم عسكري في إدلب والعواقب الإنسانية التي ستنتج منه، مؤكدة أيضاً «قلقنا من احتمال استخدام آخر وغير قانوني للأسلحة الكيماوية». وأضافت: «نبقى مصممين على التحرك في حال استخدم نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية مرة أخرى». غير أن النظام السوري اتهم أمس الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشن حملة تضليل جديدة حول استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين خلال النزاع الدائر منذ عام 2011، واصفة الاتهامات ضد دمشق بأنها تهدف لإطالة أمد الحرب. في الوقت نفسه، أفادت نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصادر من داخل إدلب أمس، بأن عناصر من «الخوذ البيضاء» يستقلون 8 سيارات «فان مغلقة» نقلوا شحنة من البراميل من معمل أطمة عند الحدود التركية، المتخصص بإعادة تصنيع مادة الكلور، وتوجهوا من ريف إدلب الشمالي مروراً بمدينة أريحا وصولاً إلى مناطق بجسر الشغور، تحت حماية مشددة من مسلحي «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المحظورة في روسيا، بالتزامن مع استدعاء عناصر الاحتياط في «الخوذ البيضاء» في مناطق عدة بإدلب، للالتحاق فوراً بالعمل، ومن دون وجود أي معلومات إضافية عن سبب الاستدعاء. ورجح مصدر روسي، في اتصال أجرته معه «الحياة»، أن «عملية محدودة للنظام في إدلب باتت وشيكة»، موضحاً أنها «لن تتعرض إلى نقاط المراقبة التركية، وقد تأخذ شكل توجيه ضربات دقيقة محددة ضد أهداف جبهة النصرة حتى لا تتسبب في موجة نزوح كبيرة». واستدرك أن الهدف يكمن في «السيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي حتى مدينة جسر الشغور الاستراتيجية». ورجح أن «اللقاءات مع الجانبين الأميركي والتركي ستكون حاسمة في تحديد مسار الحل السياسي في سورية، ومستقبل العلاقات بين ضامني آستانة». وقبل يومين من جولة محادثات حاسمة، هي الثانية في غضون أسبوع، بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو في موسكو غداً، قلّل زعيم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني من أهمية نقاط المراقبة التركية في منع أي عملية عسكرية للنظام على إدلب، مشيراً في خطاب لمناسبة عيد الأضحى، إلى أن المواقف السياسية يمكن أن تتبدل، في إشارة إلى تحسُّب «الهيئة» من تغير المواقف التركية. كما حذر الجولاني الذي تفقد جبهات في ريف اللاذقية الشمالي الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب، من التفاوض مع النظام السوري والدخول في اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى، وقال: «في اللحظة الأولى التي يفكر فيها أحدنا أن يفاوض على سلاحه يكون قد خسره فعلاً، ومجرد التفكير في الاستسلام للعدو وتسليم السلاح له لهو خيانة»، علماً أن أرياف إدلب وحماة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر، تشهد حملات اعتقالات واغتيالات بحق الداعين إلى مصالحات، وتسود حال انفلات أمني قتل فيها العشرات من عناصر الفصائل المسلحة، بما فيها «النصرة». وعشية المحادثات مع الجانب الأميركي، نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يتضمن نتائج العملية العسكرية في سورية، مشيرة إلى أن «الجيش السوري» استعاد نحو 96.5 في المئة من الأراضي حالياً، بعدما كان يسيطر على نحو 8 في المئة فقط غداة انطلاق العملية العسكرية الروسية نهاية أيلول (ستمبر) 2015. ومع إشارة الوزارة إلى أن «أكثر من 63 ألف عسكري روسي، بينهم 26 ألف ضابط و434 جنرالاً، نالوا خبرات قتالية عملية في سورية، إضافة إلى خبرات اكتسبتها 91 في المئة من طواقم الطيران الحربي و60 في المئة من طواقم الطيران الاستراتيجي الروسيين»، قالت الوزارة: «تم القضاء على 830 قيادياً في الجماعات المسلحة وأكثر من 86 ألف مسلح، بينهم 4500 من المقاتلين المتحدرين من روسيا ودول رابطة الدول المستقلة». وذكرت أن البحرية الروسية أطلقت 100 صاروخ مجنح من نوع «كاليبر»، وأكدت أنه «أنهى اختبارات على 231 نوعاً من الأسلحة الحديثة والمحدثة، والتي أظهرت درجة عالية من الفاعلية».

مشاركة :