مبادرات لرأب الصدع في البيت الكردي

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قدم حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» اعتذاراً إلى «حركة التغيير» المعارضة عن حوادث وتداعيات الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي جرت في أيار(مايو) الماضي، وحض على وحدة الصفّ لـ «مواجهة الأخطار»، فيما ظهرت بوادر لإنهاء القطيعة بين قوى المعارضة والسلطة والدخول في حوار للاتفاق على «مشروع وطني» كردي للمشاركة في الحكومة الاتحادية المقبلة. وكانت «الحركة» اتهمت مسلحين تابعين لـ «الاتحاد الوطني الكردستاني» بمهاجمة مقرها الرئيس في مدينة السليمانية ليلة الانتخابات الاتحادية في 12 أيار (مايو) الماضي، عقب اتهامها الحزب بـ «ارتكاب تلاعب مبرمج وواسع في النتائج». وحض الحزب الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني في بيان لمناسبة عيد الأضحى، القوى الكردية على «وحدة الصف لمواجهة الأخطار الراهنة في المنطقة ومستجدات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وأن تلتزم جميع المواد الدستورية والاتفاقات». وطالب «الأخوة في حركة التغيير (المعارضة)، بتقبل اعتذارنا إذا ما حصل أي أمر خارج إطار مصدر القرار الرسمي في الحزب، خصوصاً في الحوادث التي وقعت ليل 12 أيار الماضي»، لافتاً إلى أن موقفه هذا «نابع من الشعور بالمسؤولية تجاه مستقبل شعبنا وسعينا إلى حل الأزمات، ونأمل بأن يكون هذا العيد منطلقاً للتسامح والأخوة في سبيل ترسيخ السلم الاجتماعي». واتهم الناطق باسم المجلس المركزي للحزب لطيف نيرويي «بعض وسائل الإعلام الحزبية التي تدعي بأنها أهلية بتقديم تفسيرات متعددة لرسالة حزبنا»، وقال: «يبدو أن تحقيق وحدة الصف لا يناسب هذه الوسائل وبعض الأطراف، لكن مدرستنا علمتنا أن نعتذر لتحقيق التكاتف والسلم». وأطلق قياديون في الحزب دعوات مماثلة، حيث طالب كوسرت رسول علي بـ «مد يد الأخوة الحقيقية والتعاون من خلال مشروع مشترك لتعزيز دورنا في العراق والمنطقة، انطلاقاً من المصالح العليا لشعبنا». ودعت القيادية في «الاتحاد الوطني الكردستاني» شاناز إبراهيم جميع الأطراف الكردية إلى «التخلي عن الخطاب المتشنج والعنف السياسي والتحلي بروح وطنية، لوضع المصلحة العليا لشعبنا فوق المصالح الشخصية، وألا تفسح المجال لمخططات أعدائنا والعمل من أجل كردستان قوية». إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس العام في حركة «التغيير» رؤوف عثمان «الترحيب بأي مبادرة لتوحيد الصف»، لكنه وجه انتقادات إلى الحزبين الحاكمين في الإقليم لـ «اقتصار دعوتهما على وحدة الصف الكردي في بغداد حصراً، في حين يفترض عليهما أن يوحدا الصف في الإقليم قبل ذلك». وتأتي هذه التطورات في وقت توقع قادة في قوى المعارضة الأربع، التي لمحت إلى التخلي عن موقفها السابق بمقاطعة العملية السياسية في بغداد، وأن تنطلق بعد انتهاء عطلة العيد حوارات داخل البيت الكردي لـ «صوغ مشروع وطني يلبي المصالح العليا لكردستان»، من دون أن يكون مشروطاً بتشكيل تحالف كردي موحد مع الحزبين. على صعيد آخر، تتواصل التكهنات في شأن تأجيل انتخابات برلمان الإقليم المقررة نهاية أيلول المقبل لمرة ثانية، في ظل معلومات عن تبني معظم القوى خيار التأجيل داخل الأروقة الحزبية والنيابية، من دون التصريح به إعلامياً أو رسمياً، في حين برزت سجالات حول إمكان التأجيل بسبب ضيق الوقت المتبقي والحاجة إلى اقتراح مشروع قانون يمنح الخطوة شرعية قانونية. وأقر قادة في «الوطني» أخيراً بوجود رغبة في التأجيل لاعتبارات تتعلق بالوضع العراقي وعدم حسم مشاورات تشكيل الحكومة الاتحادية، وقصر المدة الفاصلة بين هذه الانتخابات والانتخابات الاتحادية الماضية.

مشاركة :