يوم آخر من الترقب يسيطر على أسواق الأسهم العالمية، وفتحت الأسهم الأمريكية على استقرار أمس الخميس في الوقت الذي تتكهن فيه الأسواق بالمسار المستقبلي لزيادات أسعار الفائدة، ومع دخول رسوم جمركية جديدة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين حيز النفاذ. وتترقب السوق كذلك مؤتمر مجلس الاحتياطي الاتحادي في جاكسون هول اليوم الجمعة. ويلتقي جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي ومسؤولو بنوك مركزية آخرون في جاكسون هول لمناقشة جذور عوامل معاكسة مثل التضخم المنخفض ونمو الأجور البطيء وتحسن الإنتاجية الضعيف.تجاهلت الأسواق بشكل لافت كلام الرئيس دونالد ترامب حول انهيار الأسواق والاقتصاد الأمريكي إذا ما تم عزله من منصبه، وذلك على إثر إقرار مايكل كوين المحامي السابق لترامب بالذنب في انتهاكات تتعلق بتمويل الحملات الانتخابية الثلاثاء.وبعيد الفتح على تراجع تحولت مؤشرات داوجونز وستاندرد اند بورز وناسداك للارتفاع، من جهتها، ارتفعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة بعد انطلاق أحدث جولة من الرسوم التجارية الأمريكية الصينية، مما ألحق الضرر بقطاع السيارات الشديد التأثر بالتجارة، لكنه عزز الطلب على قطاعات من المعتقد أنها بمنأى أكثر عن النزاع التجاري المتصاعد. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المئة بدعم من الأسهم «الدفاعية» في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية، والتي يسعى إليها المستثمرون كرهان آمن في أوقات الضبابية، نظراً للنمو القوي لأرباح الشركات العاملة في هذه القطاعات وارتفاع توزيعاتها النقدية. وفرضت الولايات المتحدة والصين رسوماً جمركية متبادلة نسبتها 25 في المئة على سلع بقيمة 16 مليار دولار لكل منهما في وقت مبكر من اليوم، لتصل قيمة الواردات الخاضعة للرسوم من قبل الجانبين إلى 50 مليار دولار منذ أوائل يوليو/‏‏ تموز ووسط تجهيزات للمزيد. وتصدرت أسهم شركات السيارات قائمة القطاعات الأسوأ أداء لليوم الثاني. والأربعاء تسبب إنذار مفاجئ بشأن الأرباح من كونتننتال لصناعة الإطارات في انخفاض السهم وأثر سلباً في القطاع وهو أحد أكثر القطاعات تضرراً بمخاوف الرسوم الجمركية. وانخفض سهم كونتننتال 2.8 في المئة، ليتذيل المؤشر داكس الألماني، ولتبلغ خسائره 15 في المئة منذ فتح جلسة الأربعاء. وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات دايملر وبي.إم.دبليو وفولكسفاجن 0.6 في المئة إلى 0.8 في المئة، في حين تصدرت أسهم فولفو ورينو وميشلان وبيجو قائمة الأسوأ أداء على المؤشر كاك 40 الفرنسي. وبعيداً عن التحركات المرتبطة بالحرب التجارية، قفزت أسهم ريان إير لرحلات الطيران منخفضة التكلفة 4.7 في المئة لتتصدر المكاسب على المؤشر ستوكس بعد أن قال اتحاد لطياري أيرلندا إنه توصل إلى اتفاق في نزاع عمالي. الأسهم اليابانية في آسيا، ارتفع المؤشر نيكاي الياباني أمس الخميس بعد أن دعم تراجع الين ثقة المستثمرين بوجه عام، لكن تحذيراً بشأن الأرباح من كونتننتال الألمانية دفع أسهم شركات السيارات ومصنعي الإطارات للانخفاض. وأغلق المؤشر القياسي مرتفعاً 0.2 في المئة عند 22410.82 نقطة. والتقى المسؤولون الأمريكيون والصينيون للمرة الأولى في شهرين للعثور على مخرج من نزاع تجاري متفاقم بين البلدين، لكن لا مؤشرات على أن النقاشات منخفضة المستوى ستوقف جولة جديدة من الرسوم الأمريكية التي تدخل حيز التنفيذ.وقال تاكاتوشي إيتوشيما المحلل في بيكتت لإدارة الأصول: «يرغب المستثمرون في معرفة الاتجاه الذي ستأخذه السوق، وهل ستكون هناك تغييرات في قوة الدفع بعد تلك الأحداث». وتراجعت أسهم شركات السيارات ومصنعي الإطارات والمكونات بعد أن هوى سهم كونتننتال لتوريدات السيارات 13 في المئة بفعل تحذير بشأن الأرباح. ونزلت أسهم تويوتا 1.1 في المئة ونيسان وبريدجستون اثنين في المئة. واستقر المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً عند 1698.22 نقطة. إغلاق الأربعاء أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية مستقرة الأربعاء بعد جلسة متقلبة وسط محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، وعدم تيقن بشأن المتاعب القضائية التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مع انتظار المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة والصين ستحرزان تقدماً صوب حل نزاعهما التجاري. وللتطورات السياسية في الولايات المتحدة أثر محدود حتى الآن. فقد أقر مايكل كوين المحامي السابق لترامب بالذنب في انتهاكات تتعلق بتمويل الحملات الانتخابية الثلاثاء، وأدين مدير حملته السابق بول مانافورت في تهم بالاحتيال الضريبي والمصرفي. وقال ديفيد مادن محلل السوق لدى سي.إم.سي ماركتس في مذكرة «أسواق الأسهم متباينة لأن محادثات التجارة ما زالت تهيمن على عناوين الأخبار». وتعزز مؤشر قطاع النفط بصعود في أسعار الخام وكذلك مؤشر شركات التعدين، بينما اتسم أداء قطاع السيارات بالضعف على نحو ملحوظ. وتباين أداء الأسهم الأمريكية الأربعاء، حيث ارتفع المؤشر ناسداك المجمع بدعم الأداء القوي لقطاع التكنولوجيا في حين استقر ستاندرد اند بورز دون تغير يذكر وسط موجة صعود هي الأطول له على الإطلاق. (رويترز)