أعلنت السلطات الجزائرية الخميس عن إصابة أكثر من 40 شخصا بداء الكوليرا بالجزائر العاصمة وولايات تحيط بها، بعد أكثر من نحو عشرين سنة على اختفاء المرض في البلد. ورغم محاولة السلطات طمأنة المواطنين بإعلان "تحكمها في الوضع وبأنها إصابات منعزلة"، مع تسجيل أول وفاة حسب وسائل إعلام محلية، إلا أن اتهامات كثيرة تطالها (السلطات) بخصوص تسترها على الداء ومصدره، بعد أيام من ظهور أعراضه على العشرات من الأشخاص في مدن عدة. حالة من الهلع والقلق تنتاب الجزائريين، ونقلتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام جزائرية، بعد كشف وزارة الصحة الخميس عن تسجيل عشرات الإصابات بداء الكوليرا في الجزائر العاصمة وولايات محيطة بها، وحديث وسائل إعلام جزائرية عن تسجيل أول حالة وفاة بالداء في ولاية البليدة (شرقي العاصمة). وحاولت الهيئات الرسمية التي أنشأت خلية أزمة بوزارة الصحة طمأنة المواطنين، مؤكدة "تحكمها في الوضع"، وبأن الداء انتقل بسبب غياب قواعد السلامة الصحية والنظافة في بعض المواد المستهلكة، ولا علاقة له بمياه الحنفيات، علما أنها مصدر الشرب الوحيد للعديد من العائلات الجزائرية. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور جمال فورار الخميس، قوله "إن الإصابات بداء الكوليرا التي تم تسجيلها بأربع ولايات من الوطن (الجزائر العاصمة، البليدة، البويرة وتيبازة) هي حالات منعزلة منحصرة في عائلات"، مؤكدا أن الوضع "متحكم فيه". وأوضح الدكتور فورار خلال ندوة صحفية أقامها بالعاصمة رفقة مسؤولين كبار بالوزارة والمدير العام لمعهد باستور لإعطاء توضيحات حول الداء (41 حالة من بين 88 حالة مشتبه فيها حسب إحصائيات رسمية)، بأن الوضع "لا يدعو إلى القلق ولا يستدعي إعلان حالة الطوارئ"، داعيا من جهة أخرى المواطنين إلى احترام قواعد النظافة وتفادي زيارة المرضى المصابين في المستشفيات". إلا أن مصادر عديدة نقلت عنها وسائل إعلام جزائرية، اتهمت السلطات بالتستر على الداء والتأخر في الإعلان عنه، حيث سجلت الحالات الأولى للإصابة بالداء منذ أكثر من أسبوع، مع تأكيد عدة أطباء في الولايات المعنية، أنهم دقوا ناقوس الخطر وأبلغوا مسؤوليهم على مستوى المستشفيات والمراكز الطبية، بعد ظهور الأعراض الأولى على بعض المرضى. وأثارت تصريحات للمدير العام لمعهد باستور، الدكتور زبير حراث، خلال تقديمه للمعلومات الأولية عن هذا الداء، سخط وسخرية الجزائريين، بعدما أكد فيها أن الجزائر ليست وحدها التي يوجد فيها داء الكوليرا، (...) بل هو موجود في اليمن والنيجر وتشاد..."، مؤكدا أن "الكثير من الدول ظهر فيها داء الكوليرا ولا تعلن عنه...لكن سياسة الجزائر هي الشفافية في الإعلان عن المرض...وقد تطلب ذلك شجاعة سياسية من السلطات". قناة في يوتيوب نشرت تصريحات مدير معهد باستور في الجزائر حول الكوليرا ويعتبر داء الكوليرا من بين الأمراض المعدية الخطيرة والمتسببة في الوفاة بعد تعرض الشخص إلى إسهال حاد تتسبب فيه بكتيريا تنتشر عن طريق غياب شروط النظافة بسبب استهلاك مياه أو خضر أو فواكه ملوثة تنتقل عن طريق اللمس. وآخر حالات الكوليرا التي سجلت في الجزائر تعود إلى 1996، بحسب فورار. أما آخر وباء فيعود إلى 1986 وقد أصاب 4500 شخص. ياسمين ماضي نشرت في : 24/08/2018
مشاركة :