وزير الثقافة عز الدين ميهوبي (تصوير: ياسين بودهان) الجزائر: ياسين بودهان* نشطاء في شبكات التواصل قاموا بإطلاق هاشتاغ (#خليه يغني وحدو) لمطالبة الحكومة بتوجيه الأموال المخصصة للمهرجانات الغنائية لتحسين ظروف معيشتهم. * ورقلة «عاصمة النفط» تعاني البطالة، ونقص وتدني مستوى الخدمات الصحية، وغياب فرص العمل. * حزام: إقامة الصلاة أمام مكان الحفل عرقلة للطريق العام… وظاهرة لا تقل خطورة عن الفكر الذي أوصل الجزائر للعشرية السوداء ويجب محاربتها. * الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان: «الاحتجاجات المطالبة بالتنمية في مناطق الجنوب تعكس حالة الاحتقان بسبب ارتفاع نسب البطالة وغياب مشاريع التنمية». * كساب: مساهمة القطاع الثقافي في تمويل الفعل الثقافي مستحيل في الظروف الحالية، لأنه قطاع يعرف في الجزائر غلقاً رهيباً من طرف السلطات. في أسلوب جديد للاحتجاج، اهتدى سكان محافظة ورقلة الجزائرية لأداء صلاة العشاء جماعة في ساحة مقابلة لمسرح المدينة، وهي الصلاة التي تخللها احتجاج للمطالبة بإلغاء حفل غنائي، وتوجيه الأموال المخصصة لهذا الحفل لتحسين ظروف معيشة السكان. فليلة السابع والعشرين من يوليو (تموز) الماضي لم تكن بالنسبة لسكان ولاية ورقلة ليلة عادية، بل استثنائية، حينما احتشد المئات منهم أمام الساحة المحاذية للمسرح لمقاطعة حفل غنائي كان مبرمجا في نفس المكان من خلال رفع لافتات مطالبة بخفض فاتورة الكهرباء، وبناء المستشفيات بدل إهدار المال على الحفلات الغنائية. ورغم أن ورقلة التي تبعد عن عاصمة البلاد بـ880 كلم جنوبا تلقب بـ«عاصمة النفط» لأنها تحوي أهم حقول النفط بالبلاد، فإن ذلك لم يشفع لها في أن تتحول لقطب اقتصادي ينتشل سكانها من مستنقع البطالة، ويوفر لسكانها أسباب الحياة الكريمة في ظل نقص وتدني مستوى الخدمات الصحية، وغياب فرص العمل. الأوضاع السابقة دفعت بنشطاء في شبكات التواصل إلى إطلاق هاشتاغ (#خليه يغني وحدو) لمطالبة الحكومة بتوجيه الأموال المخصصة للمهرجانات الغنائية لتحسين ظروف معيشتهم، كما طالبوا بمقاطعة تلك الحفلات لأنهم رأوا فيها إهدارا للمال العام.المحتجون أثناء صلاتهم في ورقلة وتأتي حفلة ورقلة ضمن قافلة «لنفرح جزائريا» المنظمة من طرف الديوان الجزائري لحقوق المؤلف التابع لوزارة الثقافة، وهي مظاهرة فنية شملت أكثر من 32 محافظة جزائرية من خلال تنظيم 450 حفلا فنيا محليا و42 حفلا كبيرا، وبمشاركة 2500 فنان وموسيقي وفرقة جزائرية، ويهدف القائمون على المبادرة – حسب ما كشفه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر» في التاسع من أغسطس (آب) الجاري – إلى تسجيل حضور أكثر من مليون جزائري. وقفة سكان ورقلة الاحتجاجية كانت ستمر مرور الكرام لو لم يؤدِ المحتجون صلاة العشاء في نفس المكان، ما لفت أنظار الجزائريين، حسب ما أكده الناشط مداني العمري وهو أحد الداعين لمقاطعة الحفل لـ«المجلة»، وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا حينما تسابق نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بنشر صور المحتجين وهم يؤدون الصلاة بين مؤيد ورافض لأسلوب الاحتجاج.الفنان قادير الجابوني ففريق استحضر مشاهد التسعينات حينما كان الإسلاميون يغلقون الشوارع لأداء الصلاة كنوع من الاحتجاج، وبين من وصف السلوك بـ«الحضاري»، داعيا إلى تعميمه وأطلق بعضهم حملة «#بورقلة نقتدي» في دعوة إلى منع ومقاطعة كل حفلات الغناء بالبلاد. ومن أشد المنتقدين كانت الإعلامية حدة حزام التي اعتبرت أن «إقامة الصلاة أمام مكان الحفل عرقلة للطريق العام»، وأن ما حصل من احتجاجات ضد حفلات الغناء والصلاة في الطريق «ظاهرة لا تقل خطورة عن الفكر الذي أوصل الجزائر للعشرية السوداء ويجب محاربتها»، وذلك في إشارة منها لظاهرة الإرهاب التي عرفتها البلاد خلال التسعينات. لويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكي والمرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة، وخلال ندوة صحافية بمقر حزبها في العاصمة الجزائر، أكدت أن «التهجم على النشاطات الثقافية يعبر عن تصاعد المد الظلامي في الجزائر»، وانتقدت بشدة رد وزارة الثقافة، واعتبرت أن «ردها جاء متأخرا جدا وغير كافٍ لأنه إذا كانت الجزائر – برأيها – جمهورية ديمقراطية شعبية، كان الواجب أن يكون الرد على هذا الانحراف الخطير جدا من طرف الدولة ككل، وليس من جهة وزارة الثقافة فقط»، ودعت إلى ضرورة «اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار الأمر، وأيضا بمعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية وباحترام الحقوق والحريات». وأمام هذا الأسلوب الجديد في الاحتجاج، سارعت الحكومة إلى اتهام المحتجين برفض الفن والثقافة عن طريق العنف والشغب، وهي الاتهامات التي وجهها الوزير الأوّل (رئيس الحكومة) أحمد أويحيى حينما وصف سلوك المحتجين في ورقلة وغيرها من المدن الجزائرية بـ«الشغب» وأن من قام به «يستحق السجن»، وخاطب أويحيى المحتجين بقوله «لنا مشاكل البطالة من بلدية عين قزام إلى بلدية حسين داي، ولا نعتقد أن البطالة حجّة لعدد من الشباب لكي يحرموا المواطنين في ولاية ورقلة من حفل ثقافي». وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، هدد بأن «الدولة لن تتسامح مع من يريد العبث باستقرارها وأمنها»، مضيفًا أن «على أولئك الذين يريدون أن يقتاتوا من يوميات المواطن عشية كل استحقاق سياسي، مغردين خارج السرب، أن يعوا بأن المواطن الجزائري لا يُختبر في حب وطنه ودعمه الكامل واللامشروط لأمن واستقرار بلده والتفافه حول جيشه».متابعة وسائل الإعلام الجزائرية للحدث وعلى عكس من سبق، وتحت عنوان «ورقلة تُفرح الجزائريين» وصفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سلوك المحتجين بأنه «سلوك حضاري راق جدا»، وأضافت في منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» أن ما قام به سكان ورقلة «رسالة تعبر عن درجة الوعي التي تحلى بها المحتجون والرزانة التي تميزت بها قوات الأمن في التعامل مع الرفض الشعبي لهدر المال العام والمساس بالأخلاق العامة للمجتمع». رئيس حركة مجتمع السلم (محسوبة على الإخوان المسلمين) عبد الرزاق مقري تفاعل مع الحدث، وكتب عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك» تحت عنوان «الوعي الورقلي وتيار الانسلاخ والميوعة»، قائلا: «لقد أظهر سكان ورقلة حقيقة أنهم أكثر ذكاء ووعيا وفهما من أولئك المائعين الذين يلبسون لباس الحداثة والعلمانية ويدّعون الفكر الحر». ويتابع مقري: «لم يهتم هؤلاء الذين يتحسسون من كل ما له علاقة بالتدين إلا بالصلاة الجماعية التي أقامها الورقليون أثناء احتجاجهم على الحفل الذي رفضوه. لم يفهم أولئك المتعصبون أن موقف أهل ورقلة هو موقف اجتماعي سياسي ثقافي حضاري بامتياز، يعبر عن رفض أهل ورقلة لسياسة التنويم والتسطيح والتخدير بالحفلات وما يتبعها من شهوات مغلّفة للعقول لكي يسكت الناس عن مطالب التنمية والعدل والكرامة. لم تكن الصلاة هي الرسالة الأولى، وما صلاتهم تلك إلا حالة رمزية لما يُمكن أن يحققه الدين للناس من وعي وفهم ووحدة وتركيز في مواجهة سياسة الحرمان على إيقاع الموسيقى… الثقافة التي حررتنا من الاستعمار هي الثقافة التي تحررنا من الطغيان». الفنان قادير الجابوني أحد الفنانين المدعوين لتنشيط الحفل، ومن خلال فيديو نشره عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، سارع إلى إبداء رأيه فيما حدث بالتأكيد على أنه «يساند المقاطعين إذا كانت المقاطعة هي وسيلة ناجحة لإيصال مطالبهم»، واستنكر ما يعانيه السكان في هذه المناطق من مشاكل البطالة، ونقص المرافق الصحية، والتنموية مع مشكل انقطاع الكهرباء المتكرر خاصة في فصل الصيف، حيث تجاوزت درجة الحرارة في بعض المناطق أكثر من 55 درجة مئوية. الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) وفي بيان لها تحصلت «المجلة» على نسخة منه، أكدت أن «الاحتجاجات المطالبة بالتنمية في مناطق الجنوب تعكس حالة الاحتقان بسبب ارتفاع نسب البطالة وغياب مشاريع التنمية».أحمد أويحيى الوزير الأول والأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي وعن رأيه في الحراك الحاصل ومواجهة التهميش بمقاطعة الفن، يؤكد الكاتب والصحافي محمد علاوة حاجي أن «حالة الاحتجاجات ضدّ المظاهرات الثقافية، خصوصًا الحفلات منها، والتي تُنظّمها جهاتٌ رسمية، بدأت في ورقلة، جنوب الجزائر، نهاية يوليو الماضي، حين تظاهَر مواطنون قُبَيل ساعاتٍ من تنظيم حفلٍ غنائي في مدينتهم. ثمّ امتدّت الحالة لتشمُل محافظاتٍ أُخرى؛ من بينها: أدرار، والأغواط، وتبسّة، وبلعبّاس». المُشترك في غالبية تلك الاحتجاجات، يقول حاجي لـ«المجلة»، هو «مطالبة المحتجّين بوقف ما سموه هدر المال العام، وتخصيص أموال الحفلات للتنمية المحليّة، خصوصًا في محافظة ورقلة، التي تُعاني كغيرها من محافظات الجنوب، من مشاكل كثيرة جعلت سكّانها يشعرون بنوع من الغبن، أقلّها: غياب منشآت صحيّة يدفع بمواطني المنطقة إلى قطع آلاف الأميال للعلاج في مدن الشمال، وتدهور شبكات الصرف الصحّي، فضلاً عن أزمتَي البطالة والسكن». الملاحَظ، يتابع حاجي، أن «كثيرين ممن رفضوا تلك الاحتجاجات يردّون بالقول إن وزارة الثقافة ليست مسؤولة عن غياب أو تأخّر التنمية في البلاد، مُذكّرين بأنها لا تحظى سوى بنسبة ضئيلة من ميزانية الدولة، بالمقارنة مع قطاعات أُخرى هي المسؤولة عن التنمية؛ مثل وزارة الأشغال العمومية، والنقل، والسكن، والموارد المائية، فضلاً عن الإدارات المحليّة». ووجهة النظر هذه برأيه «تحمل جانبا من الصحّة؛ خصوصا حين نعلم أن ميزانية القطاع الثقافي لعام 2018. مثلاً، لا تتجاوز 0.3 في المائة من الميزانية العامّة، أي ما يُقدَّر بـ132 مليون دولار أميركي». لكن في المقابل، يقول: علينا أن «نأخذ بعَين الاعتبار أن سلوك الاحتجاج ليس موجّها ضدّ وزارة الثقافة نفسها، بل ضدّ كلّ ما يرمز إلى السلطة وممارساتها؛ فالمواطن الذي يُعاني الأمرَّين في حياته اليومية، فهو يرى أن الأولوية تتمثّل في تحسين ظروفه المعيشية، قبل تنظيم حفلاتٍ فنيّة يرى فيها ضربا من الرفاهية في غير محلّها، وهو (أي المواطن) غير مهتمّ بتفاصيل تقاسم الميزانيات بين قطاعات الدولة». ويلفت حاجي إلى أن «بعض الآراء حذّرت من خطورة الظاهرة واعتبرتها سلوكًا معاديا للثقافة والفن، خصوصا أن احتجاجات ورقلة شهدت إقامة صلاة جماعية في المكان المخصّص لتنظيم الحفل». ومن وجهة نظره، فإن «في وجهة النظر هذه نوعا من المبالغة؛ فالحراك، الذي بات يطبع الجنوب الجزائري، خصوصا منذ احتجاجات 2014 ضدّ مشاريع التنقيب عن الغاز الصخري، شكلٌ من أشكال المقاومة، وليس التهميش فحسب، بل توظيف الفنّ كوسيلة لإلهاء المواطنين عن انشغالاتهم الأكثر إلحاحا».الدكتور عمار كساب وبرأي حاجي فإن «الدولة لا تُقدّم فنًّا وثقافة حقيقيين، بل تكتفي بالتنشيط الثقافي والفنّي، وكثيرٌ من أشكال الفن (الغناء) تحديدا التي تبنّتها المؤسّسة الرسمية، لا تُسهم في تثقيف المواطن وترقية الذوق العام، بل تُسهم في تشويهه وترديه». وللأسف، يتابع، فإن «المظاهرات الثقافية ليست، في كثيرٍ من الأحيان، سوى طريقة لاستنزاف الخزينة العمومية». يكفي – هنا يشدد – أن «نعود هنا إلى المظاهرات التي أُقيمت في الجزائر منذ 2007. لنتفحّص ميزانياتها ونقارنها بما حقّقته من أهداف. وهذا ينسحب على كثير مما يُنتج في القطاع الثقافي الذي لا يخفى على أحدٍ أنه يعيش فسادا مُعلنا، كبقيّة القطاعات الأخرى. وأسوأ ما في الأمر، هو غياب المحاسبة؛ إذ لم نسمع عن أن مسؤولاً حوسب في قضية من قضايا الفساد الكثيرة التي تتحدّث عنها وسائل الإعلام الجزائرية». خطورة الأمر، حسب رأي حاجي، تتمثّل في «توجيه اللائمة للمحتجّين بنبرة لا تخلو من التعالي والتحقير؛ فالوزير الأوّل (رئيس الحكومة)، أحمد أويحيى، قال (إن مكان هؤلاء هو السجن)، مع ما في كلامه من مصادرة لحريّة التعبير، وإغفال مسؤولية الفاسدين. أمّا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فنشر صورة لإقبال مواطنين على حفل في مدينة أزفّون (شمال الجزائر)، مُثنيا عليها بالقول إنها مدينة أنجبت الكثير من الفنّانين». وهو برأيه: «كلام غير مسؤول، إذ إنه يصِم بشكل ضمني سكّان مدن كثيرة (خصوصًا في الجنوب) بالرجعية والتخلّف، لمجرّد أنهم عبّروا عن رأيهم».الكاتب والاعلامي علوة حاجي الدكتور والخبير في السياسات الثقافية عمار كساب اعتبر أن «دعوات مقاطعة حفلات موسيقية في عدة ولايات جزائرية تحت مبرر التنمية، خاصة في ولايات الجنوب، هي دعوات يمكن لمن يعرف الحالة الصعبة التي يعيشها سكان الجنوب أن يتفهمها. سكان هذه المنطقة يعانون التهميش والحقرة أي الظلم منذ الاستقلال». ويتابع في تصريح لـ«المجلة»: تصوروا أن «درجة الحرارة المسجلة في شهر أغسطس في مدينة كمدينة ورقلة تجاوزت 51 درجة مئوية، ويعاني السكان من انقطاع متواصل للكهرباء يجعل من حياتهم جحيما حقيقيا على وجه الأرض، مذكرا أن الولاية تحوي أكبر آبار النفط والغاز، فهل هذا معقول؟»، يتساءل مستغرباً. الآن السؤال الآخر الذي يطرح نفسه حسب رأيه هو: لماذا الدعوات تخص الحفلات الموسيقية بالتحديد؟ والجواب يقول إن «هذه الحفلات هي الواجهة التي تمثل تدخل السلطات المركزية بالعاصمة، في الولايات الداخلية، بمهاجمتها يريد سكان الولايات المقاطعة لفت انتباه السلطات والرأي العام إلى الظروف المزرية التي يعيشون فيها». وبخصوص الطابع الديني الذي أراد البعض استعماله لمهاجمة سكان الجنوب فذلك محاولة برأيه «لكبح حرية التظاهر». ولا ينكر أن «تيارات إسلامية أرادت ركوب الموجة، ولكن المطالب الأولية مشروعة»، حسب رأيه. وبالمناسبة يوضح أنه «لم يكن لسكان الجنوب أن يعارضوا مسرحية أو معرض فنون تشكيلية أو معرض كتاب، لأنهم يحترمون الثقافة. بل اعترضوا على حفلات موسيقية، ويعمم ذلك على كل المهرجانات الموسيقية للجزائر، ليس لها أي وقع اجتماعي أو اقتصادي، بل هي مجرد احتفاليات من دون أهداف محددة تستعمل لصرف المال العام وفقط». وعن الانتقادات التي تطال الحكومة باستعمال أموال الخزينة العمومية في تمويل مهرجانات ليس لها أي عائد مالي وعدم اهتمامها بإشراك القطاع الخاص في تمويل ورعاية الأنشطة الثقافية أكد كساب أن «مساهمة القطاع الثقافي في تمويل الفعل الثقافي مستحيل في الظروف الحالية ». وحتى يستثمر برأيه متعامل خاص أمواله في قطاع الثقافة يجب أن «يجد تسهيلات حتى يعود عليه استثماره بالفائدة، لأن المحرك الأساسي لكل مستثمر هو الربح». وفي الظروف الحالية في الجزائر، يؤكد كساب أن «فتح محل لبيع الأحذية أو لبيع المأكولات الخفيفة أسهل بكثير من فتح قاعة سينما أو مكتبة، فبالتالي الاختيار سهل بالنسبة للمستثمر». وكشف أن «كل الأصدقاء الذين يعرفهم والذين استثمروا أموالهم في القطاع الثقافي خسروا أموالهم بسبب العوائق البيروقراطية»، والحل برأيه يكمن في «رفع العوائق المفتعلة من طرف السلطات وإلا لا داعي للحديث على مشاركة القطاع الخاص كما يعود به مرارا وتكرارا الوزير الحالي».
مشاركة :