قالت ثلاثة مصادر مطلعة "إن شركة يونيبك الصينية ستستأنف شراء النفط الخام الأمريكي في شهر تشرين الأول (أكتوبر) بعد توقف لشهرين بسبب الخلاف التجاري بين أكبر افتصادين في العالم". يأتي قرار بدء شراء النفط الخام من الولايات المتحدة من جديد بعد أن استثنته بكين في وقت سابق من آب (أغسطس) من قائمتها للرسوم الجمركية. وبحسب "رويترز"، ذكر مصدر مطلع أن "يونيبك" ستشتري "بعض النفط الأمريكي الخام للتحميل في أكتوبر بعد تغيير سياسة بكين". وأضاف مصدر ثان "واردات "يونيبك" انكمشت عندما ردت الصين بوضع النفط الخام على قائمة الرسوم، لكنه عاد الآن إلى النشاط الطبيعي وأحجام الواردات تتعافى". ولم يتضح حجم النفط الأمريكي الذي ستشتريه "يونيبك"، ويحتاج الخام الأمريكي نحو شهر ونصف الشهر ليصل إلى الصين، وهو ما يعني أن الشحنات التي يجري تحميلها في تشرين الأول (أكتوبر) ستصل في تشرين الثاني (نوفمبر) أو كانون الأول (ديسمبر). ولم يتضح ما إذا كان الخام الأمريكي ستكون وجهته الصين، وأفاد مصدر ثالث أن شحنات تشرين الأول (أكتوبر) موجهة للتجارة مع طرف ثالث، ما يعني أنه قد يجري بيعها وشحنها لدول أخرى. وأحجم مستوردو النفط في الصين في وقت سابق من هذا الشهر عن شراء الخام الأمريكي خشية أن يكون قرار بكين استثناء النفط من قائمة الرسوم الجمركية في نزاع تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم "مؤقتا". وأظهرت بيانات رصد السفن على منصة "تومسون رويترز أيكون" عدم تحميل أي ناقلة نفط خاما من الولايات المتحدة إلى الصين منذ بداية آب (أغسطس) مقارنة بنحو 300 ألف برميل يوميا في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو). وتلقي هذه الخطوة الضوء على تنامي أهمية الولايات المتحدة كمنتج نفط عالمي ومصدر مهم للإمدادات البديلة للصين، أكبر مستورد في العالم. ويخشى المشترون المحتملون في الصين من أن يتحول النفط إلى وسيلة للمساومة في المفاوضات المستقبلية مع واشنطن، ما قد يؤدي إلى إضافته إلى قوائم الرسوم الجمركية، إذا اتخذ النزاع التجاري منحنى نحو الأسوأ في المستقبل.وكشفت بيانات شحن وتجار أن الصين تتجه إلى الشرق الأوسط وغرب إفريقيا وأمريكا اللاتينية لإيجاد بدائل للنفط الأمريكي. وأسهم هذا في شحن النفط من حوض الأطلسي إلى آسيا بأرباح أعلى مع تقارب فارق السعر بين خامي برنت ودبي. وسجل فارق السعر نحو نصف ما كان عليه قبل شهر ووصل إلى 1.63 دولار للبرميل، وعلى الرغم من أن أكبر موردي نفط إلى الصين هم من الشرق الأوسط وروسيا وغرب إفريقيا، فإن الولايات المتحدة أصبحت موردا عالميا مهما منذ أن فتحت أسواقها للصادرات في عام 2016. ولا تزال مصافي التكرير الصينية وسط نقطة تحول من معالجة درجات الخام الثقيلة إلى درجات خفيفة مثل الشحنات الأمريكية كجزء من مبادرة الحكومة لتقليل مستويات التلوث، وهو ما يعني أن الخام الأمريكي مهم بالنسبة إليها. وقال تقرير لوكالة بلومبيرج "إن استثناء بكين واردات الخام الأمريكية من الرسوم يسلط الضوء على مدى أهمية النفط الخام المستورد من واشنطن ليس فقط بالنسبة إلى الصين، بل إلى العالم أجمع".
مشاركة :