بعد أن كانت ليلة التاسع من شهر ذي الحجة قبل ثلاث سنوات تحمل حدثاً موجعاً ومؤلماً، وبعد ذلك ذكرى حزن ودموع وأوجاع للمواطن اليمني حسن العرادة، أصبحت هذه الليلة بهذا العام 1439 مليئة بالدموع وروح الفرح بعد أن كان العرادة أحد ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين ليكون ممن اصطفاهم الله سبحانه للحج، كيف ذلك..؟ نترك العرادة يروي التفاصيل ويقول: "في مثل هذه الليلة قبل ثلاث سنوات وعند غروب يوم الثامن من شهر ذي الحجة قطعت أصوات القذائف هدوء وسكينة اليوم، وكدرت لقائي بولدي عبدالمجيد بعد عودته من انشغالات والتزامات أخرجته من حدود المدينة، ولكن أصيب ابني وقضى نحبه رحمه الله"، وتابع عرادة: وفاة عبدالمجيد سببت فجوة كبيرة في صدري، وقد كان على موعد مسبق مع منيته التي أخبرنا عن دنوها واقترابها، حتى إن وداعه لم يكن اعتياديا،ً وكان عبدالمجيد على علم ويقين بما سيصير إليه، إذ قال لصاحبه لا تحزن: سيؤتى بي إليكم محمولاً إثر إصابتي بقذيفة هاون تنقلني من عالم الأحياء إلى الشهداء، الأمر الذي تحقق بتفاصيله، إذ تم حمله إلى أهله في لحاف يضم ما تبقى من أشلائه التي فرقتها نيران الظلم والعدوان. ويضيف والد عبدالمجيد: كان يأبى ابني أن يحلق شعره المنسدل على كتفيه في قتال الصفويين، قاطعاً على نفسه وعداً بأنه لن يزيل شعره عن رأسه إلا بنصر أو شهادة، كان يستبسل في قتاله؛ لأنه يعلم أن انتصار الحوثيين في تلك المنطقة يعني استيلاءهم على ما بين مأرب والحدود الشرقية للبلاد، الأمر الذي استوجب شراسة وتضحية في القتال أودت باستشهاد أعداد كبيرة لم يكن آخرهم الشاب عبدالمجيد. ويختم عرادة قصته من مشعر منى وهو اليوم يستعد لرمي جمرة العقبة الكبرى وأداء طواف الإفاضة بقوله: إن ما يحاك لليمن والدول العربية والإسلامية يستحق تضحية ابنه، وجميع أبناء اليمن، إذ إن الصفويين يهدفون إلى تغيير عقيدة الشعب اليمني، والتأثير على عاداته وتقاليده، إضافة إلى بث الأفكار المسمومة والعقائد الضالة التي يتبناها الصفويون في المناطق التي يقيمون فيها.
مشاركة :