تحدث فضيلة الداعية الدكتور محمود عبد العزيز، عن إطلاع الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على الغيب، لافتاً في هذا السياق إلى حديث خاتم المرسلين إلى «جبل أحد» والذي كان أحد معجزاته التي خصه بها الله تعالى. وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع شاهين الكواري بمعيذر الشمالي، أن الغيب الذي أخبر الله به نبيه الكريم في الحديث «أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» قد وقع بالفعل، وأن الشهيدين المقصودين في هذا الحديث هما: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وأن الصديق هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وأضاف عبد العزيز: تحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قُتل عمر في المحراب شهيداً، وقُتل عثمان ويده على المصحف الشريف شهيداً، لافتاً إلى أنه يستفاد من هذا الحديث: فضل جبل أُحد، وبيان معجزاته صلى الله عليه وسلم، المتضمنة: تكليمه للجمادات، كما حَن الجذع إليه، وسلم الحجر عليه. وأفاد فضيلته بأن الغيب الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى 3 أقسام: الأول: غيب أخبره به الله تعالى مما قد سلف في غالب الأزمان كإخباره بنبأ يوسف وإخوته، وأهل الكهف، وقوم نوح، وعاد، وغيرهم، لافتاً إلى أن النوع الثاني من الغيب قد وقع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كإخباره عن صرعى بدر، بينما تمثل النوع الثالث في إخباره صلى الله عليه وسلم عن أمور تقع بعد وفاته، وهذا يندرج تحته حديث «جبل أحد». وأشار فضيلته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، مؤكداً بأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده، وإنما يعلم ما أطلعه الله عليه مما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من أمور الجنة والنار وأحوال القيامة، وغير ذلك مما دلّ عليه القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، ونوه في هذا السياق بما جاء عن أخبار المسيح الدجال وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ونزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان، مصداقاً لقوله تعالي (قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) وقوله: (قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ) سورة الأنعام، وغيرها من الآيات.;