قال فضيلة الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي: «إن الله تعالى شرع الأعياد لمقاصد نبيلة، ومعانٍ جليلة، وأهداف وغايات رفيعة»، مضيفاً أن العيد مكافأة دنيوية للعبد على طاعته لربه، وتذكير بالفرح والسرور الأكبر يوم يلقى المسلم ربه فيبشره برضوانه والقبول، كما أن العيد استمتاع بنعم الله الحسية والمعنوية. وأوضح فضيلته -في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب- أن المقصد الأسنى والمعنى الأسمى للعيد يتمثل في الفرح والسرور، وهما نعمتان لا يستغني عنهما إنسان، وكل أحد يسعى في هذه الدنيا لينزل الفرح والسرور في نفسه، ويجاور داره، ويستقر بأرضه، لافتاً إلى أن الفرح انفتاح القلب بما يتلذذ به، وقيل: هو لذة القلب لنيل المشتهى، وهو أغلى أنواع نعيم القلب، ولذته وبهجته، والفرح والسرور هما نعيم القلب.وأضاف أن الفرح مرتبة فوق الرضا، فالرضا طمأنينة وسكون وانشراح، والفرح لذة وبهجة وسرور وهو ضد الحزن، يقول القرطبي رحمه الله: الفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب. وتابع فضيلته قائلاً: «إن المسلم في الأعياد الشرعية يعبر عن فرحه وسروره، ويبتهج في مواسم البهجة، بما يُنعش النفس، ويجدد النشاط»، لافتاً إلى أن الله تعالى شرع الله العيدين حتى يعيش المسلم الفرحة في كل لحظاتهما، والبهجة بكل معانيها، في إطار الشرع وضوابط الدين، ومرتكزات القيم والأخلاق. وقال فضيلته: إن القلب مركز الفرح، وميدانه السلوك، ومظهره اللباس والزينة والكلمة الطيبة، ورسالته الشعور الحسن والوجدان الفياض، وأثره سعادةٌ غامرةٌ تمسح آثار وبقايا الهم، موضحاً أن الفرح جاء في القرآن والسنة في مواضع كثيرة متعددة متنوعة، وأن هناك الفرح المحمود والمذموم، فما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال يفرح المؤمن بها وهو الفرح المحمود، وما كان في سخط الله وغضبه فهو الفرح المذموم. وأضاف: «إن أفضل الفرح وأكرمه هو الفرح بطاعة الله والإيمان والقرآن والإسلام، يقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، (يونس: 58)، وكذلك الفرح بنصر الله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}، (الروم: 4)، والفرح بالجنة وكرم الله فيها: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، (آل عمران: 170)، لافتاً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الله تعالى يفرح بتوبة عبده، وهذا من كرمه ورحمته، أنه يفرح فرحاً يليق بجلاله بعودة عبده إلى رحابه. وتساءل فضيلته قائلاً: كيف لا يفرح المؤمن وهو الموعود بخيري الدنيا والأخرة، وكيف لا يفرح المؤمن بإيمانه بالله ورسوله، وتوحيد ربه، وهداية الله له للإسلام؟. وأجاب قائلاً: يفرح المؤمن الذي تنتظره جنات النعيم، وقدم الله تعالى الحياة الطيبة مصداقاً لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًصلى وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، (النحل: 97). وأردف فضيلته: يفرح المؤمن بالأمن في هذه الحياة في ظل إيمانه وإسلامه، كما يفرح بطاعة مولاه، والاستقامة على الدين، والعمل الصالح والهداية، وببر أبنائه وبناته وأحفاده، والفرحة المنتظره بهلاك الكافرين، والخزي للظالمين، وخيبة الحاسدين، وفشل الحاقدين.;
مشاركة :