الأعياد مكافأة دنيوية على طاعة العباد

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: قال د. محمد حسن المريخي إنّ الله شرع الأعياد لمقاصد نبيلة ومعانٍ جليلةٍ، إذ إنه مكافأة دنيوية للعبد على طاعته لربّه، وهو تذكير بالفرح والسرور الأكبر يوم يلقى المسلم ربه فيبشّره برضوانه والقبول. وأوضح د. المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، إن المعنى الأسمى للعيد هو الفرح والسرور، وهما نعمتان لا يستغنى عنهما إنسان، وكل أحد يسعى في هذه الدنيا لينزل الفرح والسرور نفسه ويجاور داره ويستقرّ بأرضه. وذكر أن الفرح مرتبة فوق الرضا، فالرضا طمأنينة وسكون وانشراح، والفرح لذة وبهجة وسرور وهو ضد الحزن، يقول القرطبي رحمه الله: الفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب. وأَضاف "الفرح سلوك راقٍ وفكرٌ رصينٌ ومطلبٌ مهم وهدفٌ منشود، والناس كل الناس يسعى إلى فرح قلبه وزوال همه وغمه، وتفرق أحزانه وآلامه. المناسبات الطيبة وقال إن المسلم في المناسبات الطيبة كالأعياد الشرعية يعبر عن فرحه وسروره ويبتهج في مواسم البهجة، والتعبير عن الفرحة يُنعش النفس ويجدد النشاط، ولذلك شرع الله العيدين لعباده المسلمين، اللذين يقضيان أن يعيش المسلم الفرحة في كل لحظاتها، والبهجة بكل معانيها في إطار الشرع وضوابط الدين ومرتكزات القيم والأخلاق. وأضاف د. المريخي: جاء ذكر الفرح في القرآن والسنّة في مواضع كثيرة متعددة متنوعة، الفرح المحمود والفرح المذموم فما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال يفرح المؤمن بها وهو المحمود، وما كان في سخط الله وغضبه فهو الفرح المذموم. وأشار د. المريخي إلى أن أفضل الفرح وأكرمه هو الفرح بطاعة الله والإيمان والقرآن والإسلام، والفرح بالجنة وكرم الله فيها (فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون). توبة العبد وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده، وهذا من كرمه ورحمته، أنه يفرح فرحاً يليق بجلاله بعودة عبده إلى رحابه، يقول رسول الله (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه)، وكان يأمر بإدخال الفرح والسرور على الناس وتبشيرهم فعندما سئل عن أحب الأعمال فقال (سرور تدخله على مسلم)، وكان يمازح أصحابه لإدخال الفرح والسرور عليهم. صحة وعافية ولفت إلى أن الفرح والسرور صحة وعافية، وحياة طيبة وصلة وقربى ومودة، لأن الرجل الفرح يحبّه الناس ويودونه ويخالطونه ويستبشرون بلقائه ويشاورونه ويأنسون له، ولذلك قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)، بخلاف الرجل الذي يحمل الحزن والتشاؤم، الذي لا ينظر إلا إلى الظلام والمحن والفتن والقلق والخوف. دواعي الفرح وأوضح الخطيب أن أسباب الفرح والسرور ودواعيه متوفرة بين أيدينا وتحيط بنا، وأن كان المرء لا يخلو من مكدر لصفوه أحياناً ومعكر، إلا أن دواعي الفرح كثيرة تغطي وتطمس دواعي الحزن والكدر. وقال إنّه من عقيدة المسلم المؤمن أن الله تعالى يجزيه ويثيبه على صبره وما ينزل به من الأذى والألم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، رواه البخاري ومسلم، وليس هذا إلا للمسلم. وتساءل الخطيب: كيف لا يفرح المؤمن وهو الموعود بخيري الدنيا والآخرة، يفرح المؤمن بإيمانه بالله ورسوله وتوحيد ربه وهداية الله له للإسلام وعلى هذا تنتظره جنات النعيم بإذن الله وقدم الله تعالى الحياة الطيبة في هذه الحياة. وزاد " يفرح المؤمن بالأمن في هذه الحياة في ظل إيمانه وإسلامه، بينما الآخرون يطاردهم الفزع والمحن والمصائب وتطرق أبوابهم ليل نهار حتى يأتي وعد الله تعالى. الاستقامة على الدين وذكر الخطيب أن المؤمن يفرح بطاعة مولاه والاستقامة على الدين والعمل الصالح والهداية، وينصر الله لكتابه وسنّة رسوله وعباده الصالحين، يفرح المرء بلقاء والديه وأرحامه وبرهم وصلتهم، كما يفرح بظهور الدين وممارسة شعائره دون أدنى مضايقة أو ملاحقة أو مراقبة أو متابعة، ويفرح بأمن الله في البلاد والاستقرار النفسي وتوفر الأرزاق والسلامة والطمأنينة وبلوغ أكثر حوائجنا بلا مقابل ولا ضرائب من كهرباء وماء وأمثالهما، نفرح ببلوغ الأهداف والغايات. وأضاف: نفرح في الأعياد والمناسبات والمسرات باجتماع الكلمة والتكاتف بين الراعي والرعية والحب العامر بيننا وبين ولي أمرنا ونتعاون ونتعاضد معاً لبناء البلاد وحمايتها وحراستها.

مشاركة :