خالد زلط يكتب: آلام وأفراح.. بسايكي لن تفيق أبدا

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما فكر الإغريق في اختيار إلهًا للحب فكروا قليلًا واختلفوا كثيرًا، فاختار بعضهم الرجل القوي شديد البأس، فالحب فعلًا أقوى شيء في الوجود لكن الرجل في النهاية يستطيع أن يتحكم في أفعاله وتصرفاته، ومنهم من اختار المرأة الجميلة فما أجمل الحب لكن ما أصعب على المرأة أن تكون قاسية.ثم رفع آخرون الرجل العجوز على القمة معتبرين أن العاطفة أقدم شيء في الوجود وبدونها لا حياة على الأرض، لكن العجوز أيضا لديه من الخبرة ما تجعله يتجنب عواقب وويلات الحب، في النهاية استقروا على "كيوبيد"، وهو طفل صغير سلاحه القوس عندما يريد إذلال شخص يطلق سهامه عليه فيقع في الحب مباشرًة، إذن فالحب (عيل . عبيط) يستطيع أن يفعل ما يشاء بأى رجل ويسخر من أى عاقل حكيم مهما كان عمره ......وأنا الرجل العاقل الحكيم الذي سخر مني الحب، لكني ما تعودت أبدًا طيلة حياتي أن يسخر مني أحد يومًا ما حتى لو كان طفلًا صغيرًا، كل ما فعلته قليل الحيلة، ذهبت الى أمه الجميلة الإله "فينوس" وشكوت لها ما جرى لى من ابنها المدلل الذي جرحنى وتركني أنزف دون رحمة، فوعدتني أن ترد لى اعتباري بنفس الطريقة التي فعلها بى، وانتظرت طويلا أراقب ذلك "الطفل العبيط" حتى جاء اليوم الموعود.ففي أحد المرات وعندما كان يلهو "كيوبيد" بسمهه أخطأ في الرمي وارتد إليه مرة أخرى فأصابه ليجد نفسه يعشق فتاة جميلة اسمها "بسايكي"، لكن حظه العاثر أن أمه رفضت ذلك الحب وقررت أن تضع لعنة في "بسايكى" تنام ولا تفيق أبدًا إلا بعد أن يقبلها إبنها العاشق الولهان، حزن الطفل الصغير كثيرًا عندما وجد محبوبته نائمة على الفراش مغمضة العينين لا تشعر به أبدا، فتقدم نحوها وأعطاها قبلة الحياة، فإذا بها تفيق من نومها العميق ......ما أراده الإغريق من هذه الأسطورة، أن من حاول الوصول إلى الحب فعليه مواجهة العذاب وتخطى الألم، وكل من فتح قلبه لإمرأة سوف يكون الهم عنوانه والحزن بيته، إذن العذاب غريزة مرتبطة بالحب!!، فهل نحن مستعدون لهذا الحب وملاقاة مُر العذاب؟؟ .......... أعتقد أن كيوبيد وبسايكي العصر الحالي يواجهان مشكلة كبيرة فـ الاول عاجز تمامًا عن التقبيل، والثانية لن تفيق أبدًا حتى لو دخلت غرفة المشاعر المركزة .

مشاركة :