قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن سوق الأسهم سيتعرض للانهيار إن تم عزله من رئاسة الولايات المتحدة، وان المواطنين الأميركيين سيصبحون فقراء جدا. وتساءلت «سي إن إن موني» في تقرير: هل حقا ستنهار «وول ستريت» إذا تمت الإطاحة بترامب؟ أفاد أحد الخبراء أن الاقتصاد الأميركي قوي وتشهد الشركات انتعاشا في الأرباح، وإذا تمت الإطاحة بترامب من البيت الأبيض، فسوف يتولى نائبه مايك بنس زمام الأمور وسوف يدعم «وول ستريت» بسياسات بعيدة عن الحرب التجارية والاضطرابات. وارتفعت الأسهم الأميركية في أعقاب التصريحات فيما يبدو أنه تجاهل من المستثمرين لتحذيرات ترامب، رغم التحقيقات والاتهامات التي طالت بعض مسؤوليه مثل مدير حملته بول مانافورت. الخفض الضريبي مقابل الحرب التجارية – لا يبدو ان «وول ستريت» تهتم بالدراما السياسية ما لم تحدث تغييرات جذرية في البيت الأبيض ربما تؤثر في الاقتصاد وأرباح الشركات. – كان نجاح ترامب في انتخابات الرئاسة حدثا إيجابيا في سوق الأسهم الأميركية، حيث رحب المستثمرون بترامب بسبب التعهدات التي أطلقها خلال حملته مثل الخفض الضريبي وزيادة الإنفاق على البنية التحتية. – قال ترامب في حوار لـ«فوكس نيوز» إن إدارته خففت القيود التنظيمية، وان الخفض الضريبي أمر رائع، ومنذ انتصار ترامب، قفز «S&P» بنسبة %34 كما ارتفع «داو جونز» بحوالي %40، ويقترب من 26 ألف نقطة. – على الأرجح، لا تتوقع «وول ستريت» المزيد من السياسات الداعمة للشركات من ترامب، وتظهر استطلاعات رأي أن انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس المقبلة سوف تشهد تحويل الدفة من الجمهوريين إلى الديموقراطيين. – رغم أن أجندة ترامب الاقتصادية لا تزال داعمة نوعا ما لسوق الأسهم الأميركية، فإن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين يلقي بظلاله بشكل سلبي على الأسواق العالمية. – تهدد الحرب التجارية بتقويض الاستثمارات وزيادة الأسعار على المستهلكين في أميركا الأمر الذي أثار عدم اليقين والقلق في «وول ستريت». 2018 ليست 1974 – ربما يلمح ترامب إلى التاريخ فيما يتعلق بعزله من الرئاسة، وأثر ذلك في أسواق المال حيث هبط «S&P 500» بنسبة %14 عام 1973 ثم بنسبة %26 عام 1974عندما واجه الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون خطر العزل. – بالمقارنة، لم تكن سوق الأسهم الأميركية مضطربة عام 1974 بسبب فضيحة «ووتر غيت» التي تعرض لها نيكسون فقط، بل لأن الاقتصاد نفسه وقع تحت براثن الركود نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار النفط وهبوط الدولار. – أما في الوقت الحالي، فإن الاقتصاد الأميركي قوي والدولار لا يزال قويا كما ان أسعار النفط بعيدة عن ارتفاعات عام 2014. – أفاد أحد المحللين أن 2018 ليست مثل عام 1974 من حيث الظروف المحيطة بالاقتصاد الأميركي، ولكن سوق الأسهم ربما تتأثر بشدة بناء على مدى ما سيسببه عزل ترامب المحتمل من أضرار لثقة المستهلكين واستثمارات الأعمال. – خلال أواخر تسعينات القرن الماضي، واصلت سوق الأسهم الأميركية ارتفاعها رغم الاحتمالات بعزل الرئيس بيل كلينتون في ذلك الوقت، حيث ارتفع «S&P» بنسبة %27 عام 1998 ثم بنسبة %20 عام 1999. (أرقام)
مشاركة :