إعداد: بنيمين زرزور تواجه الأسهم في «وول ستريت» تحديات متداخلة بين السياسي والاقتصادي وهي تدخل الربع الأخير من العام بعد صيف شهد تعدد المنعرجات لكنه انتهى بمكاسب بلغت 18.1% منذ بداية العام في مؤشر «إس أند بي 500»، منها فقط 0.7% خلال الربع الثالث.تلوح في الأفق تطورات حل النزاع التجاري مع الصين وسط الضغوط التي يتعرض لها الرئيس ترامب بعد محاولة عزله على خلفية قضية بايدن والاتصالات مع الرئيس الأوكراني. وقد تحسنت حظوظ السيناتور اليزابيت وارين التي تعلن صراحة موقفاً معادياً من وول ستريت وحيتانه، كما تتعقد في هذه الحالة مفاوضات التجارة مع الصين ويصبح التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة، وهذا ينطوي على إعادة حسابات موسعة في الأسواق قد يطول أمدها.تتلقى الأسواق خلال الأسبوع المقبل تقارير اقتصادية مهمة وعلى رأسها تقرير الوظائف لشهر سبتمبر/أيلول الذي يصدر الجمعة وسط توقعات بتحقيق 145 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي مع ثبات معدلات البطالة عند 3.7%. كما يصدر غداً الثلاثاء تقريرا مؤشري مديري المشتريات في قطاع الخدمات والقطاع الصناعي.ويدلي عدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي بتصريحات خلال الأسبوع لعل أبرزهم محافظ بنك نيويورك جون ويليامز ومحافظ بنك كليفيلاند لوريتا ميستر، وسط متابعة قوى السوق لمعدلات الريبو ووفرة السيولة.إلا أن المفاوضات التجارية مع بكين تتصدر اهتمامات المستثمرين حيث ينتظر أن تستأنف الأسبوع المقبل. وجاء إعلان البيت الأبيض يوم الجمعة بأنه يدرس منع الشركات الأمريكية من الاستثمار في الصين أو تقليص حجم تلك الاستثمارات، ليدفع الأسهم هبوطاً ويزيد من مسحة التشاؤم حول التوصل إلى اتفاق.وتقول جوليان إيمانويل المحلل لدى شركة «بي تي أي جي»:«قد يشهد الربع الأخير من العام تغيراً في المسار عما كان عليه خلال الفصل الثالث بعد الانخفاض الذي طرأ على أسعار الفائدة. وأعتقد أن معدلات العائد على السندات قد بلغت القاع، وهذا قد يدفع المستثمرين باتجاه البحث عن الفرص في قطاعات مثل الطاقة والتمويل».ويعتقد بعض المحللين أن جهود عزل ترامب قد لا تؤثر في مسار مؤشرات الأسهم وذلك قياساً على تجارب سابقة في عزل الرؤساء منها عزل بيل كلينتون وعزل ريتشارد نيكسون. فقد حققت الأسهم مكاسب بنسبة 28% في العام الذي تم فيه عزل الأول لكنها خسرت 39% في العام الذي تلا عزل الثاني.لكن شعوراً بالقلق ينتاب قوى السوق حيال أداء الأسهم في الربع الأخير من العام خاصة أن تجربة العام الماضي لا تزال ماثلة في الأذهان.ويتابع المستثمرون موقف الاحتياطي الفدرالي من معدلات الريبو بدءاً من اليوم الاثنين بعد أن تدخل بشكل مباشر ومتتابع ليضمن توفر السيولة الكافية خلال الأسبوع الماضي. ورغم أن المجلس أشاع شعوراً بالطمأنينة في السوق إلا أن قوى السوق تتابع عن كثب الحد الذي يمكن أن تستقر عنده معدلات الفائدة على القروض قصيرة الأجل، خاصة أن الطلب على النقد يرتفع في آخر يوم من الشهر وقد يبلغ طلب المستثمرين على سندات الخزانة 113 مليار دولار.
مشاركة :