اختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة إلغاء لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع زعيم كوريا الشمالية؛ لأنه لم يجد تقدماً كافياً في ملف نزع السلاح النووي الكوري الشمالي، كما لمح الرئيس ترمب إلى مسؤولية الصين عن عرقلة مسار المفاوضات. وعزز الحديث عن زيارة مقبلة لزعيم الصين إلى كوريا الشمالية من شكوك الرئيس ترمب بوجود مؤامرة ضد الولايات المتحدة من الصين التي تزعجها التعريفات الأميركية على البضائع الصينية، والتي لم تعد بحسب الرئيس ترمب جزءاً من جهود نزع السلاح في كوريا الشمالية. وأعربت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها البالغ إزاء موقف واشنطن الذي يضع المسؤولية على الصين في عدم إحراز أي تقدم في محادثات نزع السلاح النووي، واصفة ادعاءات الرئيس ترمب بـ "غير المسؤولة". وبينما تتحفظ الخارجية الصينية على الإعلان رسمياً عن زيارة الرئيس شي إلى كوريا الشمالية، أعلن عدد من المحللين والدبلوماسيين الغربيين عن بدء الاستعدادات لزيارة الرئيس شي لبيونغ يانغ. وعلى الرغم من الوعود الصينية للولايات المتحدة بلعب دور إيجابي في نزع السلاح النووي الكوري الشمالي، إلا أن الصين تراقب عن كثب عملية المفاوضات بحذر شديد متخوفة من انتقال بلد يقع في باحتها الخلفية ولطالما كان أداة بيدها إلى المعسكر الأميركي أسوة بجارته الجنوبية، فمع ازدياد الحديث عن صفقة أميركية - كورية شمالية، استقبل الرئيس الصيني شي زعيم كوريا الشمالية ثلاث مرات خلال أشهر قليلة بالصين في مارس الماضي، كانت أول رحلة خارجية للزعيم كيم إلى الصين حين انطلق قطاره إلى العاصمة بكين، تبعتها في مايو زيارة إلى مدينة داليان الساحلية في الصين لعقد اجتماع مع الرئيس الصيني شي، كما توجه كيم إلى بكين بعد أيام قليلة من لقاء جمعه مع الرئيس ترمب في يونيو. ومن المتوقع أن يصل الرئيس شي إلى بيونغ يانغ تزامناً مع احتفال التاسع من سبتمبر، الذي يوافق ذكرى تأسيس كوريا الشمالية، حيث سيحضر الرئيس الصيني عرضاً عسكرياً قد يستثني هذه المرة عرض الأسلحة النووية كما كان الحال في الاستعراضات الماضية. وأشارت صور الأقمار الصناعية في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن الشمال يستعد لاستعراض ضخم جداً يفوق في حجمه استعراضات السنوات الماضية. ويقول لو تشاو مدير معهد دراسة الحدود في أكاديمية العلوم الاجتماعية في لياونينغ، عن جولة السيد شي: "أتوقع أن تتم هذه الزيارة وقد تحسنت العلاقات الصينية - الكورية الشمالية، خاصة أن الزيارة ستأتي في تاريخ 9 سبتمبر الذي يحمل مغزى كبيراً بالنسبة لكوريا الشمالية". وتعتبر الصين منفذ كوريا الشمالية على العالم للحصول على الموارد من مواد غذائية ووقود وغيرها من احتياجات كوريا الشمالية، كما تستعد الصين لتأمين دخول أكثر من 500 ألف سائح إلى كوريا الشمالية هذا العام، كما فعلت العام الماضي.
مشاركة :