جرائم قتل بشعة ضحاياها أطفال والجناة... آباؤهم

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

البداية شكوى في قسم الشرطة عن اختفاء طفلين من سكان قرية في محافظة الدقهلية (في الدلتا) في أول أيام عيد الأضحى المبارك. الشكوك تناولت الخطف لطلب فدية، خصوصاً أن أسرة الطفلين ميسورة. أهل قرية «ميت سلسيل» كلهم انشغلوا بالبحث عن الطفلين ريان (5 سنوات) ومحمد (3 سنوات)، يتجمعون كل ليلة في منزل والدهما لمؤازرته ومتابعة نتائج البحث. بعد يومين، يُصدم الجميع لدى انتشال جثمانيْ الطفلين من نهر النيل في مدينة فارسكور في دمياط، وتؤرق صور نشرها الإعلام لجثمانيهما يطفوان على سطح الماء، قطاعات عريضة من المصريين. ثم بعد يومين آخريْن، تصدمهم الحقيقة... الأب المكلوم هو القاتل. الجرائم البشعة التي كُشفت في الأشهر الأخيرة عن قتل أطفال في مصر باتت مصدر قلق للمجتمع، خصوصاً لما يُرافقها من إشاعات عن عصابات لخطف الأطفال بهدف الاتجار بالأعضاء البشرية. ولكن سرعان ما تكشف أجهزة الأمن وقائع أكثر غرابة وبشاعة من إشاعات وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام. ففي تموز (يوليو) الماضي، عُثر على جثامين 3 أطفال ملفوفة بأغطية في شارع في حي الهرم جنوب الجيزة، ليُكشف بعد يومين أن أم الأطفال الثلاثة وصديقتها وراء الجريمة، إذ كانت احتجزتهم في غرفة مغلقة لحين العودة من عملها في ملهى ليلي، ولمّا عادت وجدتهم موتى نتيجة الاختناق من حريق في الغرفة، فلّفت الجثامين بالأغطية وألقتها في الشارع. جريمة مماثلة ارتكبتها أم في محافظة المنيا (جنوب مصر) كشفت وزارة الداخلية تفاصيلها أمس، إذ ألقت الأم بنجليها في فرع للنيل في المنيا، قبل أن تُقدم على الانتحار بسبب سوء معاملة الزوج، لكن الأهالي أنقذوها وطفلها، فيما لقي رضيعها حتفه غرقاً. ومع إعلان وزارة الداخلية أن والد طفليْ الدقهلية هو الجاني، ثارت شكوك المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي حول تلك الرواية، ما دفع الشرطة إلى نشر الاعترافات المصورة للأب القاتل أثناء التحقيق معه. وأفادت وزارة الداخلية في بيان أمس بأن فريق البحث لاحظ أن سلوك والد الطفلين لا يتناسب مع هول الواقعة وفقدانه طفليه، ما دفع باتجاه الشك فيه شخصياً، خصوصاً أن التحريات دلّت على أنه شخصية مضطربة تتسم باللامبالاة والاستهتار، وتتعاطى المواد المخدرة، وأنه كان يتحدث مع المحيطين به عن رغبته في التحرر من مسؤولية تربية الطفلين، فضلاً عن أنه فر أثناء مراسم دفن طفليه. الأب روى القصة المأسوية لجريمته، فهو اصطحب طفليه صبيحة أول أيام عيد الأضحى إلى منزل جدهما لمشاهدة ذبح الأضحية، ثم إلى متنزه للأطفال اشترى لهما منه «لعب العيد»، وتنقلا للهو بين ارجوحاته، قبل أن يستقلا سيارة والدهما الجاني إلى مدينة فارسكور في دمياط، ويقف الجاني والضحيتان أعلى جسر فوق نهر النيل، ليس للنزهة، ولكن ليُلقي الأب بابنيه من أعلى الجسر في مياه النهر، قبل أن يتصل بالأم ليبلغها بفقدهما. برر الأب جريمته بأن الطفلين كانا مصدر «إزعاج»، فضلاً عن أنه كان تحت تأثير المخدرات. وقال مصدر أمني لـ «الحياة» إن فريق البحث تتبع سيارة الجاني وبرفقته الطفلين منذ خروجه من متنزه الأطفال في الدقهلية بسيارته، عبر كاميرات المراقبة في شوارع عدة، واتضح أنه توجه إلى فارسكور حيث موقع الجريمة، كما ثبت من تتبُع هاتفه أنه اتصل بزوجته من موقع الجريمة، وكان سعى إلى تضليل الأمن عبر رواية مُفبركة عن مغافلة أحد الأشخاص له وخطف الطفلين في المتنزه.

مشاركة :