شهدت جلسة اليوم في البرلمان الإيراني، أحداثًا جسام ولحظات عصيبة مرت على النواب، كان أبرزها إقالة وزير الاقتصاد بعد استجوابه، وانتهت بشن عدد من النواب هجومًا واشتباكات لفظية بين بعضهم البعض. ووفقًا لتقرير نشره موقع "فرارو" -الناطق بالفارسية- وترجمته "عاجل"، عقد البرلمان الإيراني اليوم جلسة لمناقشة الأوضاع الاقتصادية، حيث استجوب النواب وزير الاقتصاد والمالية "مسعود كرباسيان". وعقب استجوابه، قرر البرلمان إقالة كرباسيان من منصبه بعد سحب الثقة منه؛ لفشله في معالجة الأزمات الاقتصادية التي تشهدها إيران منذ وقت طويل. وفور إعلان قرار البرلمان بإقالة وزير الاقتصاد، خيمت حالة من التشنيع والسباب بين عدد من النواب على البرلمان، وصلت إلى حد التراشق بالألفاظ الخادشة. وبدأت المعركة الكلامية بين النواب الإيرانيين حينما صرخ النائب "مهرداد لاهوتي" قائلًا: "يا سيد عزيزي فلتتركنا نسمع الوزير". من جهته رد النائب "عزيزي" عن مدينة شيروان على لاهوتي محتجًا على أسلوبه في مخاطبته، وظل يصيح في وسط ساحة البرلمان، حتى اندلعت حالة من السباب بين النائبين كادت تصل إلى التلاحم الجسدي. بدروه تدخل رئيس البرلمان "علي لاريجاني" وقام بتهدئة النواب وإحكام الجلسة، حتى انتهى الجدال والسباب بعد إثارة حفيظة النواب. وكان ما يقرب من 140 نائبًا قد صوتوا لصالح قرار سحب الثقة من وزير الاقتصاد؛ بسبب فشل وزارته في حل الأزمات الاقتصادية التي أبرزها انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع معدل التضخم، فضلًا عن زيارة أسعار السلع. ويمر الاقتصاد الإيراني بأزمات غير مسبوقة، تصاعدت حدتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو الماضي، وفرضتها العقوبات على قطاعات عدة من اقتصاد طهران. وتشهد العملة الوطنية في إيران انهيارًا كبيرًا أمام العملات الأجنبية، لا سيما الدولار الأمريكي، فيما تعرضت المنتجات النفطية الإيرانية إلى تراجع كبير من المشترين بعد عزوف العديد من الدول عن شرائه تفاديًا لخرق العقوبات الاقتصادية. وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن تنفيذ المرحلة الأولى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني -بدءًا من الثلاثاء 7 أغسطس الجاري- التي شملت قطاعات عدة لاقتصاد الملالي، كان أبرزها قطاعات السيارات والمعادن والسجاد الفارسي.
مشاركة :