مع التقدم التقني السريع، أصبحت «الروبوتات القاتلة» أقرب إلى الواقع الملموس، وتدعو منظمة العفو الدولية، الدول إلى دعم التفاوض على قانون دولي جديد؛ لحظر أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل.ويجتمع في جنيف اعتباراً من أمس حتى الجمعة المقبل، فريق من الخبراء الحكوميين المعني باتفاقية الأسلحة التقليدية بشأن أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل. ويعد الاجتماع لحظة حاسمة بالنسبة للدول؛ لمناقشة الخيارات الخاصة بمعالجة القضايا، التي تواجهها حقوق الإنسان، والإنسانية، والتحديات الأخلاقية والأمنية، التي تطرحها أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل.وقالت رشا عبدالرحيم، المستشارة في برنامج الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان بمنظمة العفو الدولية: «لم تعد الروبوتات القاتلة ضرباً من الخيال العلمي؛ فمن الطائرات التي تسير من دون طيار ذات الذكاء الاصطناعي إلى المدافع الآلية التي يمكن أن تختار أهدافها، فإن التقدم التكنولوجي في مجال الأسلحة يتجاوز بمراحل القانون الدولي».وأضافت «لم يفت الأوان لتغيير المسار، فحظر أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل يمكن أن يحول دون بعض السيناريوهات المخيفة، مثل سباق التسلح الجديد عالي التقنية بين القوى العظمى في العالم، والذي يتسبب في انتشار الأسلحة ذاتية التشغيل على نطاق واسع.».وأكدت غالبية الدول في الاجتماع المعني باتفاقية الأسلحة التقليدية الأخير، في إبريل/‏نيسان الماضي، أهمية الاحتفاظ بالسيطرة البشرية على أنظمة الأسلحة واستخدام القوة، وأعربت عن دعمها لوضع قانون دولي جديد بشأن أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل. ودعت 26 دولة إلى فرض حظر شامل، من بينها النمسا والبرازيل ومصر. ودعت الصين إلى وضع بروتوكول جديد لاتفاقية الأسلحة التقليدية يحظر استخدام أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل بالكامل، بيد أن عدداً من الدول الرئيسية تعارض فرض حظر قانوني ملزم، ومن بينها الحكومات المعروفة بالفعل بتطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل، مثل فرنسا و«إسرائيل» وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.واختتمت رشا عبد الرحيم : «تم التغاضي عن احتمال استخدام الأسلحة ذاتية التشغيل في عمليات الشرطة، مع جميع المخاطر التي تنطوي عليها، لكن توجد بالفعل طائرات بدون طيار قادرة على إطلاق صدمات بالسهام الكهربائية، والغاز المسيل للدموع، وكرات الفلفل الحار. ونشرت «إسرائيل» مؤخراً طائرات من دون طيار شبه ذاتية التشغيل لإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في غزة، ومن المرجح أن نرى استخداماً أكبر لهذا النوع من التكنولوجيا».