اشتبك متظاهرون ينتمون لليمين المتطرف يوم الإثنين مع محتجين يساريين في مدينة كيمنتس بشرق ألمانيا بعد اعتقال عراقي وسوري إثر واقعة قتل طعنا أدت لخروج مظاهرات عنيفة. وقالت الشرطة إنها استخدمت مدافع المياه بعدما أطلق الجانبان ألعابا نارية مما تسبب وقوع إصابات. ودعا مسؤولون اتحاديون ومحليون للهدوء مع نزول الآلاف إلى الشوارع فيما قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع. وأظهر الاضطراب مدى الانقسام في المجتمع الألماني بعدما سمحت حكومة ميركل بدخول نحو مليون من طالبي اللجوء إلى ألمانيا في عام 2015، مما حول دفة السياسة الألمانية نحو اليمين. واحتشد ما يزيد على ألف يساري قرب تمثال كارل ماركس الضخم في كيمنتس مساء الإثنين للاحتجاج على الهجمات التي تعرض لها أجانب خلال مظاهرة عفوية خرجت يوم الأحد بعد انتشار نبأ مقتل رجل ألماني (35 عاما) طعنا على مواقع التواصل الاجتماعي. وتجمع بالقرب منهم عدد مماثل تقريبا من المتظاهرين الذين لوحوا بأعلام ألمانيا وولاية بافاريا واقتحم بعضهم الحواجز التي نصبتها الشرطة للفصل بين الجانبين. وردد كثيرون هتاف “نحن الشعب!” وهو شعار يستخدمه مؤيدو اليمين المتطرف. وقالت شرطة ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، حيث توجد مدينة كيمنتس، على تويتر إن المظاهرة انتهت نحو الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش وإنها صاحبت المشاركين فيها حتى وصولهم إلى محطة قطار. وزاد التوتر بعد خروج نحو 800 متظاهر إلى الشوارع يوم الأحد بعد ساعات من مقتل رجل وإصابة اثنين آخرين طعنا خلال الليلة الماضية في حادث قالت الشرطة إنه وقع بعد شجار. وقال مدعون محليون يوم الإثنين إنهم ألقوا القبض على اثنين مشتبه بهما أحدهما سوري عمره 22 عاما والثاني عراقي عمره 21 عاما. وعرضت محطات إخبارية تلفزيونية لقطات التقطها هواة لأشخاص حليقي الرؤوس وهم يطاردون رجلا يبدو أنه أجنبي في الشوارع يوم الأحد. وقال المتحدث باسم ميركل خلال إفادته الصحفية الاثنين “لا نتسامح أبدا مع مثل هذه التجمعات غير القانونية ومطاردة الأشخاص الذين يبدون مختلفين أو من أصول أخرى ومحاولات نشر الكراهية في الشوارع”. وأضاف زايبرت “ليس لذلك مكان في مدننا، ونحن كحكومة ألمانية نندد بذلك بأقوى العبارات”. وقال رولاند فويلر وزير الداخلية في ولاية ساكسونيا التي تقع بها مدينة كيمنتس إن السلطات لن تسمح بخروج “الفوضويين” عن السيطرة. ووصفت السلطات القتيل بأنه رجل ألماني عمره 35 عاما وقالت إن آخرين يبلغان من العمر 33 و38 عاما أصيبا خلال هذه الواقعة. ويزيد العنف في كيمنتس على الأرجح الضغوط على المحافظين بزعامة ميركل والذين واجهوا قبل أيام اتهامات بتجاهل تنامي نفوذ جماعات اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا.
مشاركة :