فيما شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن "القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، يجب أن تكون مفتوحة لكل الأديان بحرية تامة، ليمارس كل إنسان ديانته وتقاليده وطقوسه بكل حرية"، تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواقفه المعلنة، وقال في تهنئة وجهها إلى المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد، إن القدس هي "العاصمة الأبدية للشعب اليهودي". وكان عباس قد قال في تهنئة الطوائف المسيحية، "نريد السلام مع جيراننا، ونريد الأمن معهم، ونريد منهم العدالة، وكل ما نريده أخذناه في قرار الجمعية العامة في 29/ 11/ 2012 الذي أكد أن كل الأراضي التي احتلت عام 1967 هي أراضي الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، ولا نقبل عن ذلك بديلا". وتابع "إذا وافقت إسرائيل، فأيدينا ممدودة وستبقى ممدودة للسلام، ولن نغير موقفنا، سنستمر في الدعوة له، وستستمر أيدينا ممدودة لأنه لا توجد لنا خيارات أخرى، ولا نحب أن نلجأ إلى خيارات أخرى، وكل الخيارات الأخرى ليست في أجندتنا، فقط نريد السلام". من جهة أخرى، شيع مئات الفلسطينيين في الساعات الأولى من فجر أمس جثماني عدي وغسان أبو جمل في بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة بعد أن احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمانيهما 36 يوما، إثر تنفيذهما هجوما على كنيس إسرائيلي في القدس الغربية الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل 5 إسرائيليين. ووصل الجثمانان في سيارتي إسعاف وسط قوات كبيرة من جيش الاحتلال بعد منتصف ليل أول من أمس، إذ جرى تسليمهما لذويهما اللذين بدورهما أجريا مراسم الدفن، بحضور مئات المقدسيين بعد أن اشترطت شرطة الاحتلال مشاركة 40 شخصا من عائلتيهما فقط. إلى ذلك فقد قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن ساسة إسرائيل يستخدمون المسجد الأقصى هدفا لتصويب سهامهم الانتخابية عليه، لأنهم يعلمون أنه الملف الأكثر حساسية بالنسبة لهم ومن شأنه أن تجتمع حوله كل شرائح المجتمع وبالتالي من يتطرف أكثر فيه يحصد مقاعد أكثر في الكنيست. ولفتت في هذا الصدد إلى تصريحات صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ورئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتاين، ووزيرة العدل الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، ركزوا خلالها على استمرار السيطرة الإسرائيلية على حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، واعتبارهم القدس عاصمة إسرائيل.
مشاركة :