كتب - عبدالمجيد حمدي: كشف الدكتور عبدالحميد عفانة، استشاري العلاج النفسي وخبير علاج الصدمات النفسيّة، عن تعاون بين قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية والمدارس لعلاج حالات التوتر والاكتئاب والأمراض النفسية التي تصيب الطلاب، لافتاً إلى أنه يتم تحويل الحالات مباشرة من المدارس إلى القسم لإجراء الاختبارات النفسيّة. وقال في حوار مع الراية إن قسم الطب النفسي يقوم بعمل محاضرات وورش عمل في المدارس لتدريب الإخصائيين الاجتماعيين على كيفية التعامل مع السلوكيات السلبيّة التي تظهر على بعض الطلاب خاصة في بداية العام الدراسي ورغبة العديد منهم في عدم الذهاب للمدارس والانضباط في الدراسة. وتابع إن من التأثيرات السلبيّة التي قد تنتج عن عدم تهيئة الطالب نفسياً للدراسة هي الإصابة بالتوتر والقلق من الذهاب للمدرسة والتي قد تؤدّي إلى حالة من العزلة وفقدان الشهيّة وتغييرات في السلوك وتغيّر في علاقاته مع الآخرين وهذا لا يعني أنه مصاب بالاكئتاب أو المرض النفسي ولكن لا بد من متابعته ومراقبته جيداً بحيث إذا استمرّت هذه الحالة لمدة أسبوعين أو ثلاثة فإنه لا بد أن يتم عرضه على إخصائي نفسي لحل مشكلته. وقال إن أبرز الحالات التي يتم تحويلها إلى قسم الطب النفسي هي حالات التهرّب من المدرسة نتيجة الخوف والرهبة منها وكذلك الإصابة بالتوتر خلال الدوام بالإضافة إلى بعض الحالات التي تتطلب إجراء اختبارات نفسية حول تراجع التحصيل الدراسي له للوقوف على الأسباب وعلاجها وبالتالي اندماج الطالب مرة أخرى بالدراسة بشكل صحي. وأشار د.عفانة إلى أنه بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد فإنه لا بد أن يكون الجميع على علم بأن الطالب يحتاج إلى تهيئة نفسية للانخراط في العملية التعليمية بالشكل الصحيح، موضحاً أن هذه التهيئة لا تكون مسؤولية طرف واحد فقط بل تشمل ثلاثة أطراف وهي الطالب والأسرة والمدرسة. وأوضح أن دور المدرسة بالأخص كبير جداً لتهيئة الطلاب للعودة للدراسة وذلك من خلال تنظيم دعوات لأولياء الأمور للتعرّف على الأنشطة المختلفة بالمدرسة والتطويرات التي طرأت على المدرسة ونوعيّة المناهج الجديدة وكيفية التعامل مع الطلاب الجدد والقدامى. ولفت إلى أن أولياء الأمور عليهم دور كبير أيضاً في تهيئة الطلاب للعام الدراسي الجديد وذلك من خلال الحوار والإقناع حول الحياة الجديدة والروتين الجديد لذا ينبغي أن يعتاد عليه الطالب بعد انتهاء شهور الصيف والإجازة من حيث النوم المبكر والاستيقاظ المبكر والتخلص من الألعاب الإليكترونية ومشاهدة التليفزيون بأكبر قدر ممكن. دور الآباء وأوضح أنه من بين أدوار الآباء أيضاً التي يجب أن يقوموا بها هو القيام بزيارة المدرسة التي سيلتحق بها الطالب أو التي يدرس بها بالفعل للوقوف على مدى التطور والبيئة الدراسية التي سيعيش بها الطالب لكي تتم متابعته بصورة صحيحة من خلال معرفة كيفية التواصل بين المعلمين والإدارة بالمدرسة للوقوف على حالة الطالب أولاً بأول ومتابعة تقييمه بشكل متواصل. وتابع إنه خلال الأيام الأولى للعام الدراسي من المهم أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم من خلال التخلص من الإنترنت والسهر لساعات متأخرة والاعتياد على النوم مبكراً حتى يقتنع الأبناء بالنصائح التي يريد الآباء منهم أن يقوموا بتنفيذها، مضيفاً إن الوالدين أيضاً عليهما دور كبير في تحديد البيئة المناسبة للطالب لعمل الواجبات المدرسية بالمنزل من حيث اختيار الوقت والمكان المناسبين لذلك لكي يكون الطالب مهيأ نفسياً لعمل هذه الواجبات وعدم الملل منها. الانخراط النفسي وقال إنه بالنسبة للطالب فإنه عليه دور كبير أيضاً في نجاح الانخراط النفسي الصحي بالعملية التعليمية وهي التحاور مع الوالدين بشكل صحي وأن يدرك جيداً أن التعاون مع الآباء فى مصلحته وسوف ينعكس على مستواه الدراسي وأن يستجيب للنصائح التي تُسدى إليه. وأشار إلى أن التعامل النفسي مع الطالب خاصة في الأسبوع الأول يجب أن يكون احترافياً بحيث لا يتم توجيه كلمات طمأنينة فقط للطالب حول مخاوفه من الدراسة وتوتره من الذهاب للمدرسة ولكن لا بد أن يتم إجراء حوار حول أسباب خوفه وتوتره منها للتعبير عن نفسه بدون خوف أو قلق وبالتالي فإنه بعد الحديث عن هذه المشاعر السلبيّة سوف يتخلص منها تدريجياً ومن ثم يمكن الاستماع إلى اقتراحاته وأفكاره حول مواجهة هذه المخاوف وتفنيد هذه المقترحات بكل الطرق التي تؤدي إلى اقتناعه بالذهاب إلى المدرسة وذلك بالحديث عن نظام جديد ورتين يومي جديد لا بد من الانخراط به وأن تلتزم الأسرة جميعاً بهذا الروتين حتى يقتنع الطالب. التدريب وقال: من المهم جداً أن يبدأ هذا التدريب قبل المدارس بعدة أيام وخلال الأسبوع الأول على الأقل، لافتاً إلى أن الآباء عليهم مسؤولية كبيرة جداً فيما يتعلق أيضاً بالسيطرة على الألعاب الإليكترونية ومشاهدة التليفزيون بحيث يكون ذلك في حدود معينة وعدم الإفراط في هذا الأمر لتعديل سلوك الأطفال الذين اعتادوا خلال إجازة الصيف على روتين ونظام معين. وأوضح أنه من الممكن أن يتم إقناع الطفل بالتخلي عن الإنترنت من خلال تبني نظام المكافأة للطفل بأن يتم منحه ساعه إضافية للألعاب الإليكترونية والإنترنت وكذلك أن يكون الآباء قدوة لهم من حيث الالتزام بتقليل استخدام الإنترنت أمام الأطفال على الأقل فلا يمكن أن يقوم شخص مدخن بمطالبة شخص آخر بالتوقف عن التدخين وهو لا يبدأ بنفسه فكيف يقتنع الطرف المتلقي بهذه النصيحة. الاضطرابات الوظيفية وقال الدكتور عبدالحميد عفانة إنه بالنسبة لموضوع تنظيم النوم للأطفال فإنه لا بد أن يتم الالتزام بعدد ساعات للنوم حتى ينعم الطفل بجسد مرتاح وخالٍ من الاضطرابات الوظيفيّة لأن عدم أخذ قسط وافر من النوم يصيب الجهاز العصبي ووظائف الجسم بالتوتّر والاضطراب. ونصح بضرورة الاستيقاظ مبكراً قبل وقت كافٍ جداً من الخروج للذهاب إلى المدرسة وأن يتم تجهيز الحقيبة المدرسيّة والأغذية والمياة الخاصة بالأطفال من الليل وقبل النوم وعدم الاستيقاظ متأخراً لأن ذلك سيؤدّي إلى إصابة الطفل بالتوتّر نتيجة التعجّل والتسرّع في كل شيء قبل الخروج للمدرسة صباحاً.
مشاركة :