لجان اتحاد الكرة تكيل بمكيالين.. وياسر لم يقل إلا الحقيقة! الإعلاميون المتعصبون شوهوا متعة كرة القدم وهم السبب الأول في تراجعها! منذ نشأة الحركة الرياضية في المملكة وحتى يومنا هذا هناك أسماء غادرت الساحة الرياضية بعد أن كان لها صيت، وكما يقال بالعامية «حنة ورنة»، وجاءت مغادرتها لميدان الرياضة طبيعية وكسنة من سنن الحياة، إذ إن دوام الحال من المحال، لذا تعاقبت أجيال وأجيال هناك من غادر وهناك من أقبل وحضر من مسؤولين في قطاع الرياضة ورؤساء أندية وإداريين ونجوم كرة ومدربين وأعضاء الشرف تحتفظ بهم ذاكرة الرياضة، ويحفظ لهم التاريخ ما قدموه لرياضة الوطن، و«الرياض» من باب واجبها تجاه هؤلاء ومهنيتها الإعلامية سلطت عليهم الأضواء من جديد رغبة في معرفة أحوالهم وذكرياتهم وانطباعاتهم عن الرياضة بين الماضي والحاضر، وضيفنا لهذا اليوم هو مدافع الهلال السابق: سلطان المهنا.كيف ترى وضع الكرة السعودية حاليا؟ - الكرة السعودية في الوقت الحالي تطورت بشكل كبير عما كانت عليه من قبل وأصبح اللعب أكثر جماعية والمستوى المهاري للاعب تحسن والأداء الفني ارتفع بشكل ملحوظ، وهو ما تثبته كل الأرقام والإحصاءات، كما أن وقت اللعب أصبح أطول والبنية الجسمانية أفضل ومعدل اللياقة ارتفع بشكل ملحوظ وأصبح مقاربا للمستوى العالمي كونه التزم بالأنظمة والتمارين اليومية المكثفة وبالتالي تطور بشكل كبير على الرغم من كثرة المباريات والمشاركات الداخلية والخارجية، وأن اللاعب والكرة السعودية بشكل عام يعيشان في الوقت الحالي أفضل أوقاتهما وبمراحل عدة من الوضع السابق. ما المشكلة إذاً في عدم تحقيق الإنجازات عن السابق؟ المشكلة الرئيسية التي تعيق تقدم الكرة السعودية هي أن جميع العوامل المحيطة باللاعب الذي يعد هو أساس اللعبة محبطة، وتتسبب في وضع عوائق وعراقيل في طريق تطوره للأفضل، وهؤلاء هم المسؤولون أو رؤساء لجان أو رؤساء الأندية وإداراتها وهم خليط من مشجعين متحمسين ومتعصبين بكثير من الأحيان أو أشخاص مقربين من رؤساء الأندية، بالتالي المخرجات لا تدعم ولا تساعد على رفع مستوى اللعبة واللاعب، وهؤلاء الأهم لديهم تعزيز مكانة الرئيس وأصدقائه!. إذًا ترى أن المجاملات هي السبب في مشكلات كرتنا السعودية؟ أنا أستغرب أن الكثيرين ممن لهم حضور إعلامي أو منصب رياضي خاصة من بعض اللاعبين القدماء الذين يتباكى على الفترة التي لعب فيها، وكأنها أفضل فترة، وهذا بحد ذاته خطير جدا، إذا أردنا أن نطور من مستوانا يجب علينا أن لا نظل مرتبطين بفترة أو حقبة لمجرد أن هذا المسؤول أو هذا اللاعب كان يلعب في تلك الفترة، هؤلاء السلبيون والمتباكون على الكرة السعودية في السابق والذين يهاجمون او يقللون من اللاعب اليوم هم يبحثون عن الظهور ووهج الاعلام بعد اعتزالهم على حساب تطور رياضتنا، في الوقت الحالي يجب أن لا يكون لهم مكانة في رياضتنا بعد اليوم نهائيا. ما دور الإعلام الرياضي في هذا الأمر؟ الإعلام الرياضي يعيش أسوأ حالاته والمشكلة الأكبر هي أن كثيرا من المسؤولين يتأثر ويبني قراراته طبقا لأهواء الإعلام الرياضي الذي من المفترض ان يكون وسيلة بناء لكن للأسف تحول الى معول هدم وأصبح يتعلق بأمور لاعلاقة لها بلعبة كرة القدم ناهيك عن تطويرها، ولكن اصبح متمكنا في تعزيز مكانة هذا النادي او التقليل من منجزات النادي الاخر او التطبيل في كثير من الاحيان والتحسر على مستوى هذا اللاعب المعتزل قبل 20 أو 25 عاما، وأستغرب ردة الفعل تجاه وصف ياسر القحطاني للإعلاميين والذي قوبل بعاصفة من الانتقاد على أعلى مستوى، فبدلًا من العمل على تحسين الرسالة الإعلامية للرياضة السعودية وتطويرها يُهاجم ياسر لما قال، والمفروض كان العمل على تنظيف البيئة الرياضية من هؤلاء المشجعين المتعصبين الذين منحوا أنفسهم لقب إعلامي رياضي، والأنسب والأقرب لهم هو «مشجع متعصب» يحمل صفة إعلامي رياضي. هل نعد هذا هجوماً منك تجاه الإعلام الرياضي؟ أرى أن الحد من ظهور المتعصب الذي يحمل صفة إعلامي رياضي في الإعلام الرياضي بالمملكة من الأولويات التي يجب أن تعالج، لكن المعالجة يجب أن تتم وفق أنظمة تنشر للجميع للاطلاع عليها وهي أن تتحمل القناة التي يحدث فيها التجاوزات من أي شخص المسؤولية بأن تمنع القناة من استخدام أي مواد رياضية من صور أو مباريات أو لقطات للمسابقات السعودية، بل ومنع أي مسؤول رياضي فعال من الظهور في القناة التي حدث فيها التجاوزات، ومقاطعة المسيء من خلال القناة التي ظهر فيها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ومنعها من استخدام أي مواد تتعلق بالرياضة السعودية. * ذكرت المشكلات والأسباب، ما الحلول في نظرك؟ يجب أن يتطور عمل اللجان وتتجنب الكيل بمكيالين، والأنظمة واللوائح يجب أن تكون واضحة للجميع، وذلك بأن نتجنب وضع قوانين ولوائح خاصة بنا، ويجب على اتحاد كرة القدم الاعتماد وتطبيق كل شيء تقريبا في رياضتنا بما هو متبع في الاتحاد الآسيوي أو «فيفا» لكي لا تفسر الأنظمة حسب الميول الرياضي. هل ترى أن التحكيم من مشكلات كرة القدم السعودية؟ التحكيم كان من أهم الأسباب التي أضرت بتطور الكرة السعودية على مدى عقود طويلة، ليس فقط بسبب الأخطاء التحكيمية بل لكثرة استخدام الصافرة وإيقاف اللعب لكي يتجنب المساءلة أو التشكيك مما أدى إلى انخفاض وتيرة اللعب داخل الملعب، وبالتالي عدم تعود اللاعب بالمملكة على اللعب السريع والقوي، شاهدنا ذلك عندما يلعب منتخبنا في بطولات خارجية، ولكن جاء قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي بشكل حر لكل من يرغب من الأندية من أفضل القرارات التي فعلت وانعكست إيجابيتها على أداء اللعب في الموسمين الأخيرة، وأتمنى استمرارها حتى تتحسن البيئة الرياضية. هل ترى أن البيئة الرياضية غير مناسبة؟ البيئة الرياضية أصبحت طاردة لا تعمل باحتراف وهي خليط من متنفعين يريدون الاستفادة من مناصبهم أو متسلقين يبحثون عن مال أو شهرة أو مشجع متعصب يريد أن يفيد فريقه المفضل بطريقة أو أخرى حسب استطاعته. إذاً أنت غير راضٍ عن وضع العمل بأنديتنا من قبل الرؤساء؟ نعم، فالعمل الذي يتم في الاندية يضع اكثر من علامة استفهام لا إجابة لها، وهي من الأمور غير المفهومة للمجتمع الرياضي وغير الرياضي فالعمل المؤسساتي الحقيقي لا يتم بطريقة «أنا أبخص» فقط، وإنما يحتاج إلى آليات وأنظمة تطبقها أنت ويطبقها من يأتي بعدك، وفي الأمثال يقال «حكي في الماضي نقصن في العقل»، وأستغرب جدا الحديث المتكرر عن أحداث حدثت قبل عشرات السنين، تخص لاعبين أو مباريات أو بطولات، وحتى أهداف وكأنها نهاية العالم. إذًا هذا الأمر جعلك لا تتحمس للعمل في المجال الرياضي؟ العمل في المجال الرياضي غير محفز، ولا يوجد قانون يحمي المسؤول أمام من يشكك في أمانته ويهاجمه ويتهمه بأبشع الاتهامات من دون أي دليل. وجزء كبير من وقت العاملين في الوسط الرياضي يذهب في تقديم مبررات لكل حادثة تحدث، بالتالي تطوير اللعبة لم يعد من أولوياتهم وإنما تواجدهم في الإعلام لشرح وتبرير كل حالة أو قضية أدت إلى تشتت الرؤية بالنسبة لهم وأصبح المشاهد يعرف كل شيء عن العاملين في الاتحادات أكثر من معرفته باللاعبين أنفسهم، في حين نرى دولاً عدة حققت منجزات على أعلى المستويات في كرة القدم لكن لا أحد يعلم من هو رئيس اتحادهم أو رؤساء أنديتهم أو لجانهم لكن مسؤولينا يتواجدون قبل اللاعب محقق الإنجاز. نود الحديث عن بداياتك مع الهلال؟ لعبت في الهلال بعد ان اختارني المدرب زاغالو للعب في مركز الظهير الايسر على الرغم من اني كنت ألعب بالوسط أيسر، لكن حاجة الهلال ذلك الوقت للظهير الأيسر أجبرت زاغالو لوضعي في مركز الظهير الايسر، كان ذلك في بداية عام 1979م * أفضل هدف سجلته مع الهلال؟ افضل هدف وأهم هدف لي كان في في آخر الدقائق وتحديدا في الدقيقة 93 أمام القادسية وكان هدف التعادل للهلال وانتهت المباراة بنتيجة 3-3. ما أفضل مباراة لعبتها مع الهلال؟ مباراة كانت أمام العربي الكويتي في بطولة الخليج للأندية عام 1986م، وحققها الهلال بعد فوزه على العربي الكويتي بنتيجة 1 - 0. لعبت في الهلال منذ نهاية السبعينات الميلادية وحتى عام 1987م، متى تركت الهلال؟ سافرت للولايات المتحدة لإكمال الدراسة وتخرجت من جامعة ويسكونسن بتخصص تسويق عام 1993م، وعدت للمملكة عام 1994م. من عاصرت من جيلك؟ عاصرت تقريبا جيلين، جيل السبعينات والثمانينات منهم إبرهيم اليوسف، صالح السلومي العبودي البيشي النعيمة الراجح التخيفي عبادي العويران المصيبيح عبدالرحمن اليوسف الثنيان الجربوع سمير سلطان العمدة بشير الغول مرزوق سعيد العمار حسين الحبشي وفهد الحبشي وكثيرين من لا أذكر أسماءهم. ماذا تود أن تقول مع ختام حديثنا معك؟ هناك الكثيرون في الوسط الرياضي خاصة من هم مرتبطون بشكل مباشر بالكرة السعودية يعيشون بالماضي أكثر من تعايشهم مع الحاضر، من مسؤولين أو إعلاميين أو رؤساء أندية أو عاملين في اللجان التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم أو حكام، بالتالي من الصعب جدا إحداث التغير والتطوير في ظل وجود مثل هذه العقليات التي تتعلق بالماضي بشكل يوحي أو يوهم النشأ الجديد بأنهم مهما فعلوا فهو غير كافٍ، وهذا بحد ذاته عامل رئيسي في تراجع مستوى الكرة السعودية، هذه العقليات التي تعمل داخل المجتمع الرياضي والتي تعتقد أن الماضي الذي عاشه أو ارتبط فيه تاريخيا هي فترة الأساطير والرموز والعظماء، ولا يمكن أن تعود أو تتكرر أو يظهر أفضل منها، هؤلاء يجب أن لا يكون لهم مكانة أو علاقة أو ارتباط بالكرة السعودية، وهذا يجعلني أعود للتأكيد على أن التوسع في الاستعانة بعناصر أجنبية للإدارة والعمل في اللجان التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم أو حتى رئاسة اتحاد كرة القدم يعد أمراً ملحاً وضرورياً لإحداث تغير جذري للكرة السعودية، وهو ما نحتاجه إذا أردنا المنافسة مستقبلاً، ولنسميها مرحلة انتقالية لفترة زمنية لمدة خمسة أعوام، نتخلص فيها على الأقل من العناصر المحبطة والسلبية داخل منظومة الكرة السعودية. الكرة السعودية تعيش أفضل حالاتها الآن
مشاركة :