واجهت الشرطة الألمانية ومسؤولون أمنيون انتقادات أمس، بعد جرح 6 أشخاص في صدام بين يمينيين متطرفين ويساريين في مدينة كيمنتس شرق البلاد، في ظل حادث طعن ارتكبه مهاجرون. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأن الشرطة في كيمنتس أقرّت بنشر عدد ضئيل من رجال الأمن خلال التظاهرة. وأظهرت تسجيلات مصوّرة شرطيين يكافحون لمنع متظاهرين من اليمين المتطرف من اختراق خطوطهم، فيما أدى متظاهرون التحية النازية ورددوا «المقاومة الوطنية تسير هنا». وكانت ولاية ساكسونيا الشرقية، حيث تقع كيمنتس، منذ فترة طويلة مرتعاً لمشاعر معادية للمهاجرين، وحصد «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف نحو ربع الأصوات في كيمنتس، في الانتخابات النيابية التي نُظمت السنة الماضية. واتهم حزب الخضر المعارض وزير الداخلية الألماني بإذكاء شعور مناهض للمهاجرين في الشهور الأخيرة، وحضّه على التفكير في الاستقالة. وكانت الشرطة في كيمنتس اعتقلت سورياً (22 سنة) وعراقياً (21 سنة)، للاشتباه في قتلهما غير العمد لألماني (35 سنة) وجرح اثنين، بعد شجار بينهم في الشارع الأحد الماضي. ومنذ ذلك الحين، يحرّك متطرفون في المدينة الرأي العام ضد الهجرة والسياسة التي تنتهجها حكومة المستشارة أنغيلا مركل، ويتظاهرون على وقع هتافات «ليخرج الأجانب»، و «نحن الشعب». ووصفت مركل عملية القتل بأنها «حادث مروّع»، مستدركة أن الاحتجاجات العنيفة «لا مكان لها في ولاية خاضعة لسلطة القانون». وأشار رولاند فويلر، وزير الداخلية في ساكسونيا، إلى أن حوالى 6 آلاف من مؤيّدي اليمين المتطرف شاركوا في التظاهرات الإثنين في كيمنتس، لافتاً الى أن كثيرين من مثيري الشغب أتوا من خارج الولاية. وأضاف أن حوالى ألف شخص شاركوا في احتجاجات ضد اليمين المتطرف. ودعا مسؤولون إلى الهدوء، فيما شدد ناطق باسم المستشارة على أن ألمانيا لن تتسامح مع أي ممارسات انتقامية، علماً أن الاضطرابات أظهرت انقساماً في المجتمع الألماني، بعدما سمحت حكومة مركل بدخول حوالى مليون لاجئ منذ العام 2015. وكتبت مجلة «در شبيغل»: «عندما تسبّبت جموع متحمسة من اليمين المتطرف بحصول اضطرابات وسط ألمانيا، وتجاوزت الأحداث دولة القانون، فذلك يذكّر قليلاً بالوضع في جمهورية فايمار». وتشير بذلك الى نظام سياسي ديموقراطي نشأ في ألمانيا في سياق الحرب العالمية الأولى، وسقط مع صعود النازيين.
مشاركة :