هل يضّيع لبنان فرصة النفط؟

  • 12/26/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

السياسة في لبنان تضّيع فرصة ذهبية اخرى لهذا البلد لاستكشاف ما لديه من النفط والغاز في بحره وأراضيه. فمنذ ثلاث سنوات يدور الحديث عن النفط والغاز واليوم هبطت اسعار النفط في السوق العالمية الى حوالى ٦٠ دولاراً لبرميل البرنت. وبدأت الشركات العالمية تؤجل المشاريع المكلفة المستقبلية للاستثمار في النفط والغاز بسبب انخفاض عائداتها. فكثر الكلام عن ثروة أصبحت وهمية في لبنان لكثرة ما قيل عنها وعن ادعاءات بصفقات مستقبلية مزعومة من اوساط اعلامية مختلفة. فلا المراسيم الحكومية صدرت ولا المناقصات تم تلزيمها. في حين ان ظروف السوق النفطية العالمية تغيرت اليوم. رحم الله رئيس شركة «توتال» كريستوف دو مارجوري الذي كان من محبي لبنان بصفاته وعلاته ولكنه كان يردد مراراً لـ «الحياة» ان قبل التحدث عن هذه الثروة ينبغي حفر على الاقل بئر واحد لمعرفة مضمون المكمن. وكان يقول صحيح ان الدراسات الزلزالية مهمة ولكنها لا تعطي فكرة دقيقة عما يوجد من النفط والغاز واذا كان واعداً ام لا. وعندما كان يقال له ان حوض المتوسط من قبرص وإسرائيل هو نفسه وان هناك مكامن واسعة من النفط كان يرد قائلاً إن هناك اماكن عديدة عملت فيها «توتال» حيث كانت استكشفت شركات في مناطق مجاورة لمناطق عمل «توتال» في اماكن والبعض لم يجد اي كميات واعدة في مناطق مجاورة. فكان رأي دو مارجوري ان على الحكومة اللبنانية ان تسرع في عملها من اجل تلزيم المناقصات كي تستفيد من اهتمام هذه الشركات. اما الآن ومعظم الشركات الكبرى تعيد النظر في مشاريع مستقبلية بسبب الحفاظ على رأسمالها للمشاريع القائمة التي لم تتوقف او لم تلغَ. على الحكومة ان تسرع ولا تضّيع فرصة ذهبية وان تقدم الشروط الجاذبة للاستثمارات في ظروف تزداد تعقيداً وصعوبة يوماً بعد يوم. وتأخر البت بالموضوع من الجانب اللبناني بسبب الخلافات والانقسام اللبناني سيؤدي الى تحويل اهتمام الشركات الكبرى عن التنقيب والاستكشاف. الشعب اللبناني يعاني من اعباء اقتصادية ومشاكل معيشية كبيرة وكان يمكن ان ينعم ببلد الحياة فيه مريحة وجميلة لولا الوضع السياسي والاقليمي المحيط به. وما زالت مصادر الشركات العالمية المختلفة تؤكد لـ «الحياة» انه رغم هبوط سعر النفط الى ٦٠ دولاراً لا يزال هناك اهتمام من الشركات لأن الاستكشاف والتنقيب عملية طويلة المدى لكن ينبغي ان تعرف ما هي شروط الاستثمار وكيف ستعمل. وحتى الآن هي تجهل كل هذه العناصر. والى جانب ذلك تجمع ايضاً على القول إن الظروف السياسية في المنطقة وسعر النفط المنخفض وعدم معرفة تفاصيل الشروط اللبنانية لعمل الشركات كلها عناصر تجعل الظروف غير مشجعة وغير مؤاتية لإعطاء دفعة للشركات الكبرى للاهتمام بالعمل في لبنان. فحان الوقت ان تطلق الحكومة المراسيم وتطلق المناقصات مع اعلان ما تقدمه من شروط جاذبة لاستقطاب استثمارات تساعد البلد على توفير دفع كلفة استيراد الطاقة في العقود المستقبلية. والآن قبيل العام الجديد المطلوب يقظة وطنية وتوحيد الجهود لإنهاء مرحلة المراسيم وإطلاق المناقصات للاسراع ببدئ عملية الاستكشاف والا ضاعت الفرصة على لبنان كلياً.

مشاركة :