جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الاربعاء تاييد بلاده لفرض مزيد من العقوبات على ايران معتبرا ان الاتفاق النووي مع طهران ضعيف ولايعطي ضمانات لدول المنطقة. وانتقد الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب مباحثات بين الجانبين الاتفاق النووي الايراني لانه "حدد مدة زمنية قصيرة لالتزامات ايران تنتهي في عام 2025 الامر الذي يشكل تهديدا على المنطقة ولا يعيق النشاطات الايرانية في مجال دعم الارهاب والصواريخ الباليستية". وبشان الازمة السورية اكد الوزير السعودي ان بلاده تولي اهمية كبرى لضمان سيادة سوريا وسلامة اراضيها والعمل من اجل ايجاد حل سياسي هناك يحفظ امن سوريا ووحدة اراضيها وابعاد الميليشيات الاجنبية من اراضيها. وتابع ان الجانبين ناقشا الوضع في سوريا وضرورة تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 والوصول الى حل سياسي يحافظ على وحدة اراضي سوريا وامنها واستقرارها وحقوق كل المواطنين السوريين من دون استثناء. واعاد الجبير الى الاذهان الجهود التي بذلتها الرياض من اجل توحيد موقف المعارضة السورية في المفاوضات السياسية. ودعا الى ضرورة ايجاد حل سياسي للنزاع في اليمن على قاعدة المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 معربا عن تقدير بلاده لموقف روسيا القاضي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. ووصف الجبير مباحثاته مع لافروف بانها كانت "بناءة جدا ومثمرة" وقال ان العلاقات الثنائية بين البلدين حققت نقلة نوعية في مختلف المجالات السياسية والتجارية والعسكرية والثقافية وكذلك في مجال الامن والتصدي للارهاب. وردا على سؤال حول الضغوط التي تمارسها واشنطن على الدول الحليفة لمنعها من التعاون عسكريا مع روسيا قال الجبير ان السعودية لا تفرط بتاتا في امرين هما عقيدتها وامنها. واضاف ان السعودية تسعى لتوفير افضل المعدات العسكرية لضمان امنها وامن المنطقة موضحا انها تجري لذلك مشاورات ومباحثات مع اطراف مختلفة من بينها روسيا. من جانبه دعا لافروف الى القضاء على بؤرة الارهاب في محافظة ادلب شمال سوريا وقال ان الارهابيين في ادلب احكموا سيطرتهم على المنطقة وارهبوا الجماعات المعارضة الراغبة في الانخراط في العملية السياسية. واوضح ان روسيا تنسق جهودها في هذا المجال مع تركيا والحكومة السورية لكي يتم الفصل بين الجماعات المعارضة وحركة تحرير الشام (جبهة النصرة) والقضاء على الجماعات الارهابية بشكل يضمن عدم الحاق الاذى بالمدنيين. ولفت الى وجود عسكريين من الاطراف المعنية يتولون مهمة تحديد كيفية تنفيذ هذه المهمة على الارض. ودعا واشنطن وباريس ولندن الى عدم دفع المسلحين للقيام بعمليات استفزازية ومسرحيات باستخدام المواد الكيمياوية وعدم اعاقة عملية التصدي للارهابيين في ادلب معربا عن الامل في ان تلتزم هذه الدول بتعهداتها في مجال التصدي للارهاب. واوضح لافروف انه ناقش تطورات الوضع في ادلب مع نظيره الامريكي مايك بومبيو اخيرا فيما كانت هذه المسالة مدار بحث في اللقاء الذي جمع مستشار الامن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف مع نظيره الامريكي جون بولتون قبل ايام في جنيف. ولفت الى توافق موسكو والرياض حول مسالة تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا وضرورة تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 الذي يؤكد ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة اراضيها. واشاد لافروف بالدور الذي لعبته السعودية بتوحيد صفوف المعارضة من اجل دفع العملية التفاوضية مضيفا انه اطلع الجانب السعودي على الجهود الروسية لضمان عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم. واشار الى النزاعات في اليمن وليبيا وكذلك الملف النووي الايراني مؤكدا ضرورة معالجة هذه المسالة بالوسائل السياسية والديبلوماسية وعبر الحوار. واعاد لافروف الى الاذهان ضرورة بلورة اجراءات للثقة في منطقة الخليج العربي على اساس المبادرة التي تقدمت بها روسيا قبل سنين لبلورة منظومة امنية هناك. وابدى لافروف استعداد روسيا للتعاون مع الدول الغربية ودول المنطقة لتسوية الازمات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا سواء في سوريا او ليبيا والعراق مضيفا انه "لا يجوز ان ننسى قضية فلسطين التي طال امدها والتي تعمل واشنطن على تعطيل النظر فيها في اطار اللجنة الرباعية". وبشأن المباحثات مع الجبير وصف لافروف بانها كانت "بناءة" وانها تناولت قضايا دولية واقليمية اضافة الى العلاقات الثنائية. واضاف "تبادلنا الاراء حول تطورات الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا" معتبرا ان تصعيد التوتر في هذه المنطقة يؤثر سلبا على الوضع الاقليمي والعالمي على حد سواء. واشاد لافروف بتطور العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية في كل المجالات بما في ذلك السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية لافتا الى تنامي حجم التبادل التجاري بين الجانبين.
مشاركة :