العنوان مثل كويتي قديم، يطلق على من توطّنت به أمراض مستعصية لا علاج معروفاً لها.. ولم أجد تعليقاً على تصرّفات أو لا تصرّفات أحد أهم إداراتنا الحكومية الحساسة، خصوصاً في الموسم الصيفي.. وهو موسم هجرة إخواننا الوافدين الى بلدانهم الأم، وموسم هجرة أهل الكويت من حرّها وجوها الجهنمي.. والإدارة المعنية هي إدارة الطيران المدني الحالية، وما سبقها حتى لا نكون متجنّين!.. وإلا فكيف يكون لكل دول العالم ودولها الغنية والفقيرة مطارات أوسع وأحدث من مطار دولة الكويت الثرية.. والتي تحرص حكومتها وصناديقها الحكومية والخيرية على اعمار كل بقاع العالم، ما عدا كثيرا من مرافقنا الحيوية، وعلى رأسها المطار «اللادولي» والجامعة (تحت الإنشاء منذ حوالي عقدين) والمستشفيات التي تفتح هياكل فقط، من دون عمالة فنية طبية ماهرة.. الخ؟! نرجع الى ادارة مطارنا المدني، يقول لي أحد الأصدقاء الثقات انه اتصل بموظف وكالة السفريات التي يتعامل معها، وكان ذلك قبل العيد، أي منتصف شهر أغسطس الماضي، طالبا حجز تذكرة واحدة له للذهاب الى بيروت لاجتماع عمل لمدة 3 أيام، ثم تذكرة عودة للكويت.. الموظف أخبره أن مقاعد الذهاب الى بيروت متوافرة، لكن لا يوجد مقعد واحد للعودة منها قبل 7 سبتمبر المقبل! وخطوط الطيران حتى لا تأخذ أسماء لقائمة الانتظار Waiting List! لاستحالة ذلك!.. صديقي استفسر عن السبب ليخبره الموظف بأن «خطوط طيران الشرق الأوسط» أخبروه بأن الشركة ازاء ذلك الوضع غير الطبيعي على استعداد لزيادة طياراتها! الطيران المدني رفض ذلك لعدم استعداد المطار الحالي لعدد أكبر من الطيارات!.. الشرق الأوسط عرضت كبديل استخدام طائرات حجم كبير Wide body، رفض الطيران المدني ذلك لعدم استعداد مطارنا المتهالك لذلك! فإن صح ذلك، هل يوجد فشل وأمور تدعو الى الخجل أكثر من ذلك؟! *** ننتقل الى مطار T4 الذي اقتصر على «الخطوط الجوية الكويتية».. قلنا غدا الشر.. وأخيراً صار عندنا مطار مثل باقي البشر!.. لكن الفرحة لم تكتمل.. فالمفاجأة كانت بتخصيص المطار ورحلات الكويتية منه إلى بعض دول الخليج ثم إلى الحج مؤخراً فقط! ثم اطلعنا على تساؤلات أحد النواب الأفاضل (محمد المطير) عن عدم اكتمال استعداد الشركة المديرة لذلك المطار لاسباب معلومة للجميع.. ولكن ادارة الطيران المدني تقف متفرجة إزاءها، مثلما وقفت متفرجة أمام تصرّفات إحدى شركات الطيران المحلية الخاصة بركابها في الكويت والخارج.. والقصة بما خالطها من اهمال.. ومن هو مسؤول عن الرقابة عليها.. يكفي رؤيتنا بالصوت والصورة لأكياس المطاعم تنقل للطائرة لتغذية ركابها؟ هذه القصص وغيرها العشرات.. تثبت أن علتنا مع طيراننا المدني ومسؤوليه هي «علة باطنية» بكل ما تحمله الكلمة من معان! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com
مشاركة :