قدمت الجلسة الافتتاحية من اليوم الثالث لمنتدى المعلمين الدولي - سوزان قرينفيلد : البيئة المحفزة تجعل الدماغ أكثر قابلية للتعلم والتدريب

  • 8/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استعرضت المتخصصة في علم الأعصاب البارونة سوزان قرينفيلد مسيرتها العلمية والعملية، وأجابت على تساؤلات عدة، خلال اليوم الثالث من المنتدى الدولي للمعلمين والمعلمات، بحضور معالي نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي.وقالت سوزان إنها لم تكن معلمة يوماً على الرغم من أنها قضت أكثر من 40 عاماً تعلم طلاب الطب في كلية الطب بأكسفورد ، وحصلت على 32 درجة فخرية من حكومات متعددة، وأثرت المكتبة العلمية بـــ 10 إصدارات من الكتب التي احتوت على العديد من التجارب العلمية والاكتشافات، لافتة إلى أنها لا تحب السياسة ولا السياسيين، ومع ذلك هي عضو في مجلس النواب البريطاني الذي منحها لقب "البارونة". وتناولت في محاضرتها الإجابة على مجموعة من التساؤلات حول العقل البشري وبماذا يتأثر؟ وما الذي يحمله لنا المستقبل؟ وما نوع حياتنا القادمة؟ وكيف يمكننا تشكيل المستقبل ليكون ملائما لنا ويمنحنا الراحة والرفاهية؟ وكشفت أن كل ذلك مرهون بأمر واحد هو العقل البشري.وتتذكر البارونة أول مرة قامت بتشريح الدماغ أثناء دراستها، وتساؤلاتها وهي تمسك به، ماذا لو أحدثت خدشاً به هل سيتأثر؟ وماذا لو لم ترتدي  القفاز وعلق قطعة منه تحت ظفرها هل كانت ذاكرة إنسان تمكث تحت ظفرها؟ وما الذي يشكل تفرد كل إنسان بطريقة تفكير مختلفة عن الآخر؟ مضيفةً: "لو كانت لدينا سمكة ذهبية وبدلناها بأخرى لن يلاحظ أطفالنا ذلك، ولكن لماذا نلاحظ أن كل إنسان مختلف عن الآخر حتى لو كانوا في بيئة واحدة كالأسرة أو الصف الدراسي؟". وتابعت: "خلايا الدماغ البشري تتجدد وتتحدث كل فترة من العمر، ولدينا وصلات دماغية كبشر أكثر من أي كائن آخر، وهذا ما يطلق عليه المرونة والقدرة على التشكل حسب ما نعيشه كل يوم، فسائق سيارة الأجرة في لندن مثلاً يجب عليه أن يحفظ كل الشوارع والأحياء من دون أن يستخدم الخرائط التقنية، وحين فحصوا أدمغتهم وجدوا جزءاً منها اسمه  الحصين أكبر بحجمه من الناس الآخرين لأنه يكبر أكثر حين يتم استخدامه وتمرينه، لذا فإن العقل ينمو حسب التغيرات الفيزيائية والبيولوجية للجسم الذي يعد للعقل هو إضفاء الطابع الشخصي على الدماغ من خلال تشكيلات حيوية فريدة تتكون من الاتصالات العصبية، وتكون مدفوعة بتجارب فريدة وهو قادر على التكيف، وأجريت تحارب بهذا الخصوص على الجرذان، لاكتشاف مدي تأثير البيئة المعززة للحياة، ووجد أن الوصلات الدماغية لديها أصبحت أكثر تشابكاً من مجموعة الضبط التي قارنوها بها".وأوضحت أن البيئة المحفزة تجعل الدماغ أكثر قابلية للتعلم والتدريب حين تتعرض للخبرات والتجارب، وسيتم الانتقال من الخلايا الحسية إلى الإدراكية ، لذا تبدو انفعالاتنا أكبر والوصلات الدماغية تبدأ بتحرير العقل وتبدأ الذاكرة بالعمل ويصبح لدينا ماض خاص بنا وذكريات نحتفظ بها وكل ما تقدمنا للأمام يزيد مخزون الذكريات ومخزون التعلم.وتناولت الخبيرة في جانب آخر الإجابة عن سؤال: هل يحُدث العالم الذي يتم عرضه من خلال الشاشات المختلفة أي فارق؟ بقولها: "جمعية الأطفال الأمريكية أوصت بعدم تعريض الأطفال لأجهزة الآيباد قبل عمر سنتين، لأن التقنية تعرض الدماغ لأنواع من التلف والتشوهات، ووصفت منظمة الصحة العالمية عقول الأطفال المدمنين على الألعاب الإلكترونية بأنهم تماماً مثل عقول الأشخاص المدمنون على لعبة القمار، ومخزون الدماغ من "الدوبامين" وهو الجزء المسؤول عن الإثارة في الدماغ يبدأ بفقدان مخزونه لأنه يكون أكثر استهلاكا لديهم، وهذا الجزء يحتاج للتطور والنمو حتى تبلغ العشرين من العمر".وأشارت إلى إصابة الأطفال المدمنين على الألعاب الإلكترونية بأنهم أكثر عرضة للسمنة والعصبية لأن عاداتهم تتكون من خلالها، وغالباً ما يتكون لديهم أعراض انسحابيه نتيجة اللعب ويفقدون الاهتمام بهواياتهم نتيجة الافراط بها، ويخسرون الوقت ويتحايلون للحصول عليه، وتتغير أمزجتهم وعلاقاتهم الأسرية ويصبحون في عالم من التوحد الافتراضي. وتناولت تأثير أجهزة الحاسوب على السلوك الإنساني، مستشهدة بأن موقع "فيسبوك" اعترف بأن وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بالصحة العقلية. ودعت في نهاية محاضرتها إلى إيجاد البديل المناسب للأطفال، والبديل الجاذب، كالنشاط الرياضي والحركي، الذي يدعم خاصية التخيل لديهم، وإلى قراءة القصص والحكايات التي تثري العقل وتجعلهم يحسنون التواصل الاجتماعي مع الأشخاص ويتحدثون معهم لتتشكل لديهم اللغة السليمة ويفهمون لغة الجسد وتتشكل هوياتهم وتجعلهم يواصلون ما بدأوا  به ليصلوا إلى النهاية التي يبحثون عنها.

مشاركة :