قدم المدرب على الريس على مدار يومين ورشتي عمل انقسمتا إلى جزء نظري والآخر عملي، حمل الجزء النظري عنوان «مهارات صياغة وإلقاء الخطاب السياسي» والجزء العملي كان عن «التفكير السريع في الأوقات الحرجة»، وذلك خلال فعاليات البرنامج التدريبي لانتخابات 2018 الذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت شعار (درب)، والذي يعنى بالتواصل المباشر مع المترشحين ومديري الحملات الانتخابية والمهتمين بالشأن الانتخابي، وهو أكبر برنامج تدريبي توعوي من نوعه لتدريب المترشحين ومديري الحملات الانتخابية لخوض الانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة، حيث يتضمن ثلاثة محاور هي المحور القانوني والمحور السياسي والمحور الإعلامي، وذلك من خلال 16 فعالية يتم تنفيذها خلال 27 يوماً تمتد خلال الفترة من 29 يوليو 2018 حتى 27 سبتمبر 2018، مقسمة بين محاضرات توعوية ودورات تدريبية، وقد حرص المعهد على تنويع فعالياته لتشمل كل ما ينبغي على المترشح ومدير حملته الانتخابية الإلمام به ومعرفته ليتمكن من بناء حملة انتخابية فعالة قادرة على جذب أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، وسيقدم البرنامج هذا العام كوادر وطنية تتمتع بوعي علمي وعملي بأسس وأركان العملية الانتخابية. وخلال الجزء النظري ألقى الريس الضوء على معنى التواصل، مشيرا إلى أنه عملية تبادل المعلومات بين طرفين وهو يقوم على ثلاثة مقومات رئيسية وهم المرسل، الرسالة والمستقبل، لافتا إلى أن أنواع التواصل تنقسم إلى الحوار والجدل والنقاش، موضحا أن جمهور المستمعين إلى الخطابات ينقسموا إلى ثلاثة أقسام (بصري) وهو الذي يعتمد على الرؤية البصرية لكل ما يحدث ويحرص على تدوين كل ما يراه ويسمعه كتابة، و(سمعي) وهو يعتمد على حاسة السمع فقط ويتسم بذكاء شديد وقدرة على الحفظ ولا يميل إلى الكتابة إلا نادرا، والنوع الثالث هو (الحسي) ويتسم بهدوئه في استقبال ما يسمع ويرى وكأنه لا يعنيه، مشيرا إلى ضرورة أن يعرف الخطيب نوعية الجمهور الذي يستمع إليه، وأن يعد الخطاب إعدادا جيدا ويتدرب على إلقائه بهدوء وثقة في النفس، متطرقا إلى مواصفات المتحدث الجيد الذي يشجع الجمهور على المشاركة ويعطيهم الفرصة للتعبير عن الرأي. وأكد المحاضر ضرورة اكتساب مشاعر الجمهور، مشيرا إلى أن المتلقي لديه شحنات من الخوف والقلق أو الغضب أو الألم يحس بها لتبدو واضحة أو مستترة خلف أسلوب كلامه وتصرفاته المختلفة الهجومية، وعلى الخطيب أن يقابل تلك الشحنات باستجابة مناسبة مثل الابتسامة وحرارة الترحيب والتجاوب والتقدير، فيتولد لدى المتلقي إحساس بالأمن والاستقرار النسبي ثم رغبة في مزيد من التعبير عن أحاسيس أخرى كان يخشى الإفصاح عنها من قبل. وشدد في الجزء العملي من الورشة على ضرورة أن تتوافر في المترشح عدة نقاط أهمها أن تكون لديه قدرة الاستحواذ على انتباه الناخبين خلال الـ15 ثانية الأولى من خطابه، وأن يتحلى بالطلاقة في الحديث وذلك باستحضار أكبر عدد ممكن من الكلمات في مدة معينة لا تتعدى (30 ثانية)، ليرد على أي سؤال يوجه إليه من قبل الناخبين، موضحا ضرورة أن يتميز المترشح بسرعة استدعاء الأفكار لحل أي مشكلة وهذا ما يسمى «الطلاقة الفكرية»، وأيضا أن يمتلك القدرة على توليد الكلمات والألفاظ في نسق محدد، وان تتوافر فيها شروط معينة مثل المرادفات، وذلك من خلال تحديد بعض الكلمات التي تعطي نفس المعنى ووضعها في جمل بشكل سريع. وتطرق المحاضر خلال الورشة إلى المرونة التكيفية أي مقدرة الشخص على تغير وجهته الذهنية بمعنى النظر إلى المشكلة من عدة زوايا، بينما المرونة التلقائية هي القدرة على إنتاج أكبر قدر ممكن من الأفكار المتنوعة التي ترتبط بشيء أو موقف معين، شارحا الطريقة المثلى لإلقاء كلمة ارتجالية وذلك باتباع عدة خطوات أهمها التحدث بثقة وتأن وتركيز.
مشاركة :